وأمده الحفصيون على استرجاع ملكه وطاف على العرب بصحرائهم.
حتى جمع قوة دخل بها تلمسان في رجب سنة ٩٠.
ولحق أبو تاشفين بمرين مستنجدا ابا العباس احمد. فاوعز ابو حمو الى خليله الغني بالله محمد بن ابي الحجاج بن نصر بطلب ابي تاشفين من ابي العباس. فالح في طلبه. ولكن ابا تاشفين استهوى الوزير.
فغلب على هوى ابي العباس. وأمده أواخر سنة ٩١ بجيش. فخرج أبو حمو الى الغيران جنوب تلمسان ناحية سبدو. وارهقته مرين عن الاصحار كعادته وكبا به فرسه. فانقضى نفسه. واتى برأسه الى ابنه. واسر له اخوه عمير. فقتله. واستحكمت القطيعة بين ابناء ابي حمو فاصبح بأسهم بينهم شديدا.
واول ملوك آل زيان ابو يحي يغمراسن. ولد سنة ٦٠٣ وبويع في ذي القعدة سنة ٣٣ ومات برهيو منقلبه بعرس ابنه عثمان الحفصية آخر ذي القعدة سنة ٨١ ومن آثاره بناء باب كشواط سنة ٦٨ وصومعتي جامعي تلمسان القديمة والحديثة. ومنعه اخلاصه ان يكتب اسمه بهما. وكان آية في الجراءة والدهاء جليلا مهيبا حليما جوادا متواضعا مؤثرا لاهل العلم.
وخلفه ابنه ولي عهده ابو سعيد عثمان الاول ولد سنة ٦٣٩ وتوفي بذي القعدة سنة ٧٠٣ ويقال سم نفسه. وكان شهما مقداما محبوبا ذا سياسة وصبر.
وقدم بعده ابنه ابو زيان محمد الاول. ولد سنة ٦٥٩ وتوفي في شوال سنة ٧٠٧ وقال لسان الدين: أثناء الحصار. ونقله التنسي عن صاحب درر الغرر من الشاهدين للحصار. وكان رقيق القلب فاضلا مباركا حسن الملكة.