وقتله ابنه في جمادى الاولى سنة ٧١٨ ومن آثاره تأسيس مدينة أقبو وبناء القصر المعروف باسمه على وادي تهل قرب مازونة، ويعرف اليوم بعمي موسى. وكان صارما حازما يقظا داهية ذا حدة وغلظة.
وتغلب على الملك قاتله ابو تاشفين عبد الرحمن الاول ولد سنة ٦٩٢ ودخلت عليه مرين المدينة في رمضان سنة ٧٣٧ فوقف بباب قصره.
وقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه! وقاتل حتى قتل هو وابناؤه عثمان ومسعود ويوسف وكبار دولته. وفي واسطة السلوك ان سبب الكائنة عليه اعتماده على حصانة المدينة وامساكه عن العطاء. فلما كاد العدو يدخل عليه طلب من يأخذ ماله فلم يلقه. وقال ابن مرزوق: توطدت دولة عبد الواد بقتلهم ابا الحسن السعيد. وكان اسمر لام ولد. وختمت بقتل ابي الحسن المريني لهم. وهو بصفته حذو النعل بالنعل وكان ابو تاشفين فاضلا حميد السيرة رحب الجناب عظيم الخلق جميل الخلق. ذا آثار عظيمة.
أخذت الدولة أيامه زخرفها وازينت. فأصبحت بسيوف مرين حصيدا كأن لم تغن بالامس.
وجددها ابو سعيد عثمان الثاني بن عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن. انخزل بقومه من جيش ابي الحسن في واقعة القيروان الى العرب. وبايعه قومه ظاهر تونس آخر ربيع الاول سنة ٧٤٩ فاتحد مع مغراوة وتوجين وارتحلوا الى بلادهم في زهاء خمسمائة فارس، وقد انتثر سلك الامن فخلصوا من غارة بني ونيفن ناحية باجة، وثربة ناحية بونة، وبني ثابت بجبلهم، وزواوة بجبل الزان وبلغ عثمان وقومه تلمسان في جمادى الثانية، فولى شؤون دولته أخاه ابا ثابت الزعيم فمهد المملكة، وما كاد يستريح حتى قصدهم ابو عنان، فاستولى على دولتهم وقتل عثمان في جمادى الاولى سنة ٥٣