للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أدرك أخوه ابو ثابت وقتل، فكان من حديثه مع ابي عنان:

" اننا غلبناكم رجلة فغلبتمونا بخنا". وكان معروفا بالبسالة والفتوة، وكان عثمان شيخا محنكا داهية ذا عبادة ونسك.

وجدد الدولة ابو حمو موسى الثاني بن يوسف أخي عثمان الثاني قبض على عمه ابي ثابت بليزر من ساحة تلمسان، ونبت عنه العيون، فنجا الى تونس، وأكرم مثواه عبد الله بن تافراقين وزير ابي اسحق الثاني، ولما دخل جيش ابي عنان تونس خرج هو مع ابي اسحق جتى نزلوا ساحة تبسة، فارتد ابو عنان الى مغربه، وردد ابو حمو الغارة على نواحي قسنطينة، وفتح ميلة ونزلها، وتزوج منها، واخرج مرين من جبل بني ثابت وقرية بني ورار، ثم ارتحل منها سنة ٥٩ لما قدم الوزير سليمان بن داود بجيش لا قبل له به، فجهزه الحفصيون الى وطنه ليشغل عنهم مرين، فسلك على عين السمارة قرب قسنطينة وجبل عياض وثنية غنية، وتزوج بالزاب، ودخل تلمسان في ربيع الاول سنة ٦٠ وبويع بالخلافة وابوه حي، ونهضت اليه مرين. فأجفل أمامها الى الصحراء. واجلب على ممالكها حتى عادت الى مغربها، فعاد هو الى تلمسان بعد شهر، وقطعت دولته مرين ثم ابنه سبع مرات.

وكانت الصحراء حصنه الحصين، وخاطر بنفسه مرارا في طلب سلطانه، ومدح هذه المخطرة في واسطة السلوك، وتمثل بقول أمرئ القيس:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وايقن انا لاحقان بقيصرا

فقلت له لا تبك عينك انما ... نحاول ملكا او نموت فنعذرا

ولد بالاندلس أيام مقام أبيه بها سنة ٧٢٣ وقتل غرة ذي الحجة سنة ٩١ وكان ممدوح لسان الدين واضرابه، وجمع الحافظ التنسي كتابا

<<  <  ج: ص:  >  >>