وخلفه اخوه ابو زيان الثالث المسعود، فخلعه عمه ابو حمو الثالث، الملقب عند ابي راس بابي قلمس، وفي تحفة الزائر بابي كلمون، وسجن المسعود، وملكت عليه اسبانيا المرسى الكبير سنة ٩١١ ثم وهران سنة ١٤ وقيل ١٥ وثار عليه يحي اخو المسعود، واستبد بتنس تحت حماية اسبانيا، وحاربها ابو حمو مرارا، واستأصل جيشها سنة ١٢ ثم ضعف عن مقاومتها. فاحتمى بها. وادى لها ضريبة سنوية مبلغها اثنا عشر الف دوقة واثنا عشر فرسا وستة بزاة.
وغضبت الامة عليه لاهانته الاسلام باحتمائه بالنصارى ولاثقاله كاهلها بالضرائب لضيق مملكته. فاستدعت عروج بربروس. فدخل تلمسان سنة ٢٣ وفر ابو حمو الى وهران. وارتقى على العرش.
سجينه ابو زيان المسود. وبعد ايام قلائل اخرج الاتراك من تلمسان محاولا للاستقلال. فعاد اليه عروج. وقتله في سبعة من قرابته ونحو الستين بن عامة عبد الواد وزهاء الف من التلمسانيين.
وزحف على الاتراك ابو حمو بنجدة اسبانية. فحاصر تلمسان ستة أشهر. ثم احتلها في جمادى الاولى سنة ٢٤ وفر عروج فأدرك وقتل ومات ابو حمو سنة ٢٤ نفسها.
وخلفه اخوه ابو محمد عبد الله الثاني بن المتوكل. وحاول قطع طمع اسبانيا وتركيا في تلمسان وابعد أخاء ابا سرحان مسعودا الى فاس.
ثم استرجعه. فعدل عنه الى خير الدين بالجزائر. واستعانه على اخيه مقابل ضريبة سنوية ومبايعة سليم الاول العثماني. فأمده بالمال والجيش واخرج اخاه الى وهران.
وملك مسعود تلمسان، ونقض طاعة خير الدين، فدعاه الى الوفاء. فأساء الجواب، واستثمر ذلك اخوه ابو محمد، فلحق بخير الدين وضمن له البيعة والضريبة فأيده.
عاد أبو محمد الى تلمسان، ففر مسعود، وأخذ يغير عليه،