وخرج ابن الحمرة الى جبال بني يزناسن. ثم انتقل الى جبال برشك وتنس واستألف عربها. وفتح تلمسان رابع ذي الحجة سنة ٣٣ وقتل عمه عبد الواحد. فنهض اليه عزوز. واخرجه الى جبال بني يزناسن ثانيا. وحاصره بها. فزين له بعض أصحابه النزول اليه ليلين له. فرفعه معه الى تونس. واعتقله بقصبتها حتى مات سنة ٨٤٠.
وخلفه عمه احمد العاقل بن ابي حمو. نصبه على كرسي أسلافه عزوز غرة رجب سنة ٨٣٤ فضبط الامور وأظهر العدل واحسن السيرة.
فطالت مدته وانتزع منه بعض آله وهران والجزائر. واستقل عن عزوز فخرج اليه. ولكن مات في طريقه. فعاد الجيش الى تونس، وكفى الله المؤمنين القتال، وهادى حافده ابا عمر عثمان سنة ٦٢ فكافاه، وتغلب عليه المتوكل غرة جمادى الاول سنة ٦٦ واجازه الى الاندلس، فعاد لطلب ملكه، وحاصر تلمسان اسبوعين، ثم مات في ذي الحجة سنة ٦٧ ودفن بالعباد.
وخلفه خالعه ابو ثابت الثاني محمد المتوكل بن ابي زيان محمد المستعين بن أبي ثابت الاول، فجمع آل زيان المشتتين شرقا وغربا، وأحسن معاملتهم وأدر عليهم الارزاق، ومهد المملكة واخضع الرعية، وخرج اليه ابو عمر عثمان الحفصي سنة ٦٦ فخضعت له سويد وعامر، واقتضى بيعة المتوكل وتهاديا سنة ٦٨ ثم استقل عنه المتوكل سنة ٧٠ فخرج اليه واخضعه ثانيا، ومات سنة ٨٩٠.
فخلفه ابنه تاشفين نحو اربعة اشهر أو أقل.
وخلفه أخوه ابو ثابت الثالث محمد، وعجز عن ضبط ممالكه الشرقية، فاضطرمت فتنة، ومات سنة ٩٠٢.
وخلفه أكبر بنيه أبو عبد الله محمد الثالث المعروف بالثابتي نسبة إلى جده ابي ثابي. وزاد ما بين سنتي ٩٠٤ - ٩٠٦ في احباس ابي مدين ما قيمته مائتا دينار. ومات سنة ٩٠٩.