للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خولة. ويلقب بالواثق بالله، وكان أمثل الملوك المتأخرين رحب الفناء جزيل العطاء حليما عن الدماء محبوبا من الرعية. فاستراحت الامة ايامه وكاد يعيد للدولة شبابها ومات سابع ذي القعدة سنة ٨١٣.

وخلفه ابنه عبد الرحمن وخلع لشهرين وايام. وخلفه خالعه عمه السعيد بن ابي حمو اواخر المحرم سنة ٨١٤ وعاثت منه يد الاسراف في أموال الدولة. وامدت مرين عليه أخاه عبد الواحد فخلعه منتصف رجب، وذهب على وجهه.

وخلفه خالعه أخوه ابو مالك عبد الواحد. وكان شجاعا متناهيا في الحزم والجد مقتفيا آثار أبيه، استرجع الجزائر من الحفصيين.

وحارب مرين في عقر دارها ونصب على كرسيها بعض حفدة ابي عنان.

وأخذ منها بثأر آل زيان فاشتدت بذلك صولته وامتدت دولته.

وانتهى به تداخل مرين في عرش تلمسان ولكن هذه الدولة لا تخرج من أزمة الا الى أخرى فثار عليه محمد ابن اخيه ابي تاشفين. واستمد الحفصيين. فنهض سلطانهم عزوز في جموعه معه، وبعد معارك دخلوا تلمسان. وفر عبد الواحد الى فاس. وانتصب بتلمسان سنة ٨٢٧ ابو عبد الله محمد الثاني بن ابي تاشفين الثاني المدعو بابن الحمرة.

وعاد عزوز الى تونس بعدما انفق أكثر من عشرة احمال مالا في هذه الحركة.

وحاول عبد الواحد استرجاع ملكه. وعجزت مرين عن مظاهرته. فتوجه شطر تونس. وارسل ابنه المستنصر الى سلطانها عزوز. فرجع منه بكتاب يعده الاعانة على أن يقدم بنفسه الى تونس. فقبضت علا المستنصر عيون ابن الحمرة فقتله. وقطع ذكر عزوز بن الكتب والخطبة. ولحق عبد الواحد بتونس. وعاد منها بجيش هزمه ابن الحمرة. فخرج عزوز نفسه معه. وفتح تلمسان في رجب سنة ٣١ وعاد عبد الواحد الى ملكه.

<<  <  ج: ص:  >  >>