الى تيطري فى صفر سنة ٧٥ عادت الحرب جذعة. وكاد اولاد عريف من سويد ذوي نفوذ في العرب والبربر. وبهم تقوى ابو زيان.
وبهم فتح عبد العزيز تلمسان ففي سنة ٧٦ استقاموا لأبي حمو وتعهد لهم بمنح ابن عمه جراية سنوية. فانتهت الفتنة ثم ان ابا حمو أراد الانتقام من اركان هذه الثورة، فعزم على عزل يوسف بن عمر صاحب وانشريس. وكان أبو بكر بن عريف خليلا له، فنبذ طاعة أبي حمو.
واستقدم ابا زيان سنة ٧٧٧ فاسترضى ابو حمو ابا بكر. وانقبض ابو زيان الى سهل حمزة نازلا على أبي الليل اليزيدي، ثم استقدمته الثعالبة سنة ٧٨ فأجلاه أبو حمو، ولحق بوادي ريغ فنقطة فتوزر فتونس.
وفي سنة ٨٣٨ ثار على احمد العاقل اخوه ابو يحي، وعجز عن فتح تلمسان ولكنه ملك وهران، فكانت بينه وبين أخيه حروب الى أن غلب على وهران في شعبان سنة ٥٢ فركب البحر الى بجاية فتونس، وبها مات سنة ٥٥.
وفي سنة ٨٣٨ ثار على أحمد العاقل اخوه ابو يحي، وعجز عن تاشفين الثاني فبايعه أولاد ابي اليل أهل حمزة ثم أهل متيحة ونواحي لمدية، وحاصر الجزائر مدة طويلة حتى فتحها في رجب سنة ٤٢ ثم ملك لمدية ومليانة وتنس، واستقل بهذه الناحية الشرقية، وتلقب المستعين وعظم امره على عم أبيه احمد العاقل، وثقلت وطأته على أهل الجزائر ونواحيها، فقتلوه في جملة من أصحابه ثاني شوال سنة ٤٣ وكان ابنه المتوكل عاملا بتنس، فضبط وطن مغراوة حتى ملك تلمسان سنة ٨٦٦.
وقد أضربنا عن ذكر ثورات ضعيفة، وقدمنا الثوار الناجحين في فصل الملوك.