وفي سنة ٦٥ اعادت مرين ابا زيان لطلب مكله، فاضرم الممالك الشرقية والغربية فتنة، وكاد يفتح تلمسان وهزم ابا حمو بوادي مينة.
فاعتمد التضريب بين جموعه حتى اختلفت كلمتهم، وراجع طاعته اركان الفتنة عمر بن محمد بن مقن وسعيد بن موسى بن علي الكردي وغيرهما، فنزل ابو زيان بقصر مرادة على ونزمار بن عريف مذكي هذه النيران.
وفي سنة ٧٦٣ ثار أيضا ابو زيان محمد بن السلطان عثمان الثاني وكان ابو عنان قد استحياه بعد قتل ابيه وعمه الزعيم، وبقي تحت أيدي بني عبد الحق، حتى انفلت منهم. ونزل على خالد بن عامر من شوخ بني عامر، فبايعه. وزحف ابو زيان الى تلمسان، ونزل جبل بني ورنيد، فاجلي في شوال الى رياح، ووفد به يعقوب بن علي على ابرهيم الثاني الحفصي ببجاية، ففر سنة ٦٤ الى ابي الليل شيخ بني يزيد فبايعه. وخرج اليه الوزير الزردالي فاخضعه، ولحق ابو زيان بتونس.
ثم استقدمه سعاة الفتنة من تونس، فأسره أمير قسنطينة أحمد، وملك هذا الامير بجاية سنة ٦٧ فخرج ابو حمو لحربه، فارسل عليه ابا زيان، ومال اليه أكثر جيش ابي حمو، فكانت عليه أشنع هزيمة، وعظمت فتنة ابي زيان بمبايعة أكثر بطون زغبة، وملك الجزائر ولمدية ومليانة. وشغل به ابو حمو اربع سنين كانت أشد عليه من سني يوسف واوقع به ابو زيان على تيطري في شعبان سنة ٦٩ وقيعة استأصلت قوته وكاد هو نفسه يؤسر، وشهد هذه المعركة يحي بن خلدون ووصف انكسارهم وما لقوا في قفولهم من شدائد تفيض لسماعها نفس الجبان واقترب ابو زيان من تلمسان سنتي ٦٨ - ٦٩ ثم ملكها عبد العزيز سنة ٧٢ فاصحر ابو زيان وابو حمو كلاهما.
وعاد ابو حمو الى تلمسان بعد موت عبد العزيز فعاد ابو زيان