وقال ابن خلدون:"ان ابا عنان لما احتل تلمسان واسر عثمان الثاني احضر الفقهاء وارباب الفتيا، فافتوا بحرابته وقتله، فامضى حكم الله فيه" اهـ. وهذا حكم الدينار لا حكم الله، ويرحم الله القائل:
بنو الدهر جاءتهم احاديث جمة ... فما صححوا الا حديث ابن دينار
وفي سنة ٧٥٧ زار ابو عنان أحمد بن عاشر نزيل سلا المتوفي بها سنة ٧٦٥، فامتنع من رويته، فحزن ابو عنان لحرمانه من الاجتماع بالشيخ، وهو الذي أصر على محاربة ابيه السلطان ابي الحسن، وتغلب على ملكه، وعد عثمان الثاني من أهل الحرابة مع انه بايعه قومه واعترف هو بسلطنته.
وفي سنة ٧٦٧ كانت على ابي حمو الثاني الهزيمة الشنعاء ناحية بجاية، وسبيت حظاياه منهن ابنة يحي الزابي، وكانت أعلقهن بقلبه، قال ابن خلدون:" وخرجت في مغانم الامير ابي زيان، فتحرج من مواقعتها، حتى اوجده أهل الفتيا السبيل الى ذلك لحنث زعموا وقع من ابي حمو في نسائه " اهـ.
وكان من صلحاء تلمسان الحسن بن مخلوف المزيلي الراشدي المتوفي سنة ٨٥٧ قال التنسي: فكان السلطان أحمد العاقل. يكثر من زيارته، ويعتمد عليه في أموره، وحكى ابن مريم في البستان انه كان يكثر الشكاية اليه بعمارة الزردالي الثائر عليه، فقال له ذات يوم اذهب الى موضعك، فقد قضى الله الحاجة فلما عاد السلطان أتي له برأس عمارة.
ومن جزئيات الحياة الدينية ما حكاه صاحب نفح الطيب عن القاضي ابي عبد الله المقري. قال: انشدت يوما الابلي قول ابن الرومي: