النصارى، وكانت له آثار وأخبار ومقامات مذكورة في دولة الموحدين، وانتهت الاساطيل على عهده في الكثرة والاستجادة الى ما لم تبلغه من قبل ولا بعد فيما عهدناه، ولعدم عناية دول مصر والشام بالاساطيل اوفد صلاح الدين بن ايوب على يعقوب المنصور عبد الكريم ابن منقذ برسالة يستمده الاساطيل لمنع نصارى أروبا عن امداد اخوانهم بثغور الشام، لكن لم يخاطبه بلقب أمير المؤمنين، فخابت الرسالة ".
"ولما هلك يعقوب المنصور واعتلت الدولة بعده استولت أمم البحر، وملكوا الجزائر التي بالجانب الغربي من هذا البحر. فكثرت الجلالقة على الاكثر من بلاد الاندلس، والجؤا المسلمين الى سيف فيه أساطيلهم. واشتدت شوكتهم. وتراجعت قوة المسلمين فيه.
وتساوت القوتان ايام ابي الحسن المريني. ثم تراجعت عن ذلك قوة المسلمين لضعف الدولة وغلبة البداوة وانقطاع العوائد الاندلسية.
فرجع النصارى الى دينهم المعروف من البصر باحوال البحر وغلب الامم فى لجته. وصار المسلمون فيه كالاجانب الا قليلا من أهل البلاد الساحلية لهم المران عليه او وجدوا كثرة من الانصار والاعوان او قوة من الدولة تستجيش لهم أعوانا وتوضح لهم في هذا الغرض مسلكا. وبقيت الرتبة لهذا العهد في الدولة الغربية محفوظة والرسم في معاناة الاساطيل بالانشاء والركوب معهودا لما عساه تدعو اليه الحاجة من الاغراض السلطانية في البلاد البحرية. والمسلمون يستهبون الريح على الكفر وأهله " اهـ بتصرف.
وكانت بجاية أهم الثغور البحرية بالجزائر البربرية. قال الغبريني في عنوان الدراية: "كانت بجاية بلدة غزاة. وكان غزاة قطعها يدخلون الى دواخل الجزر الرومانية وغيرها. ويسوقون السبي الكثير منها. وينزل الناس لشرائه بحومة المذبح من جهة ربضها.