وهناك يخمس ويقع الفصل فيه. ولم يزل الحال على ذلك، وبلغ الحال من كثرة سبي الآدميين ان يباع بيضا وان من الروم بسوداء من الوخش " اهـ.
وقال ابن خلدون اواخر حديثه عن الدولة الحفصية ما ملخصه:
"ملك الافرنج جزائر البحر مثل دانية وسردانية وميورقة وصقلية ثم سواحل الشام وبيت المقدس، وعادت سورة التغلب لهم، وزاحمتهم أساطيل بني مرين اياما. ثم فشل ريح الفرنجة. وافترقوا طوائف في أهل برشونة وجنوة والبنادقة وغيرهم. فتنبهت عزائم كثير من المسلمين بسواحل افريقية لغزو بلادهم.
وشرع في ذلك أهل بجاية منذ ثلاثين سنة فيجتمع النفير والطائفة من غزاة البحر، ويصطنعون الاسطول ويتخيرون له الابطال، ثم يركبونه الى سواحل الفرنجة وجزائرهم على حين غفلة، فيخطفون ما قدروا عليه ويصادمون ما يلقون من أساطيل الكفرة، فيظفرون بها غالبا، ويعودون بالغنائم والسبي والاسرى حتى امتلأت سواحل الثغور الغربية من بجاية باسراهم وتضج طرق البلد بصخب السلاسل والاغلال عندما يتنشرون في حاجاتهم، ويغالون في فدائهم بما يتعذر منه او يكاد، فشق ذلك على أمم الفرنجة وملأ قلوبهم ذلا وحسرة، وعجزوا عن الثأر به، وصرخوا على البعد بالشكوى الى السلطان احمد الحفصي، فصم عن سماعها. فتداعوا للأخذ بثأرهم، واجتمعت أساطيل جنوة وبرشلونة ومن وراءهم أو يجاورهم من أمم النصرانية، وأقلعوا من جنوة، فحطوا بمرسى المهدية منتصف سنة ٧٩٢ وطرقوها على حين غفلة. ونصبوا عليها الحصار. فأمد المدينة السلطان حتى انجلى عنها الحصار " اهـ.
وقائد اساطيل بجاية لعهد احمد الاول محمد بن ابي مهدي.