كان زعيم البلد متقدما على أهل الشطارة والرجولية من رجل البلد ورماتهم. واسند اليه السلطان وزارة ابنه محمد لما وليه ببجاية.
فاحسن القيام بها حتى مات الامير محمد وخلفه ابنه احمد. فكفله القائد مستبدا عليه. ومات هذا القائد ابن أبي مهدي سنة ٨٠٥ فخلفه ابن اخته القلسطوني بامر السلطان عزوز. وهذا آخر اخبار كتاب الفارسية.
وكان لدولتي الموحدين المؤمنية والحفصية علاقات تجارية مع اروبا الجنوبية. ولما ملك الامير أحمد بجاية سنة ٧٦٧ هنأه حاكم ولايات ايطاليا المتحدة وطلب منه تجديد المعاهدة التجارية مع دولته.
فاسعفه بها. وفي سنة ٨٤٤ كان لجمهورية البندقية خط مواصلة مع المغرب. صنعت له مراكب خاصة سميت " مراكب بلاد البربر " تخرج منتصف يولية كل سنة. فتقيم ثمانية ايام بطرابلس ومثلها بجربة ونصف شهر بتونس. واربعة ايام ببجاية ومثلها بالجزائر وعشرة ايام بوهران واياما بهنين.
وكان التجار الاروبيون علة الاضرار بالسواحل المغريية. ففي سنة ٦٦٨ نزل لويس التاسع ملك فرنسا على تونس مدعيا ان لتجار مملكته قبل عامل المهدية ثلاثمائة الف دينار من غير مستند شرعي.
وفي بعض نسخ ابن خلدون ثلاثمائة دينار وكانت لذلك أهوال مشروحة في غير ما كتاب.
وفي سنة ٦٧٩ ثار بقسطينة عاملها ابن الوزير. وكاتب ملك ارغون يستمده ويعده القيام بدعوته. فانتهز الملك الفرصة. ونزل اسطوله مرسى القل بعد قتل ابن الوزير فارتد على عقبه.
وفي سنة ٦٨٦ غدر النصارى بالقالة. فثلموا اسوارها. ونهبوا أموالها واسروا أهلها. واحرقوا بيوتها. وفي سنة ٦٨٩ حصروا بونة.