قال يونس: كانت امرأة من العرب لها زوج يقال له فَرَس، وكان يكرمها، وكان سَخِيّاً، فمات وخَلَفه عليها شيخٌ، فبينا هو ذاتَ يوم يَسُوق بها إذ مرت بقبرِ فَرَسٍ فقالت: يا فرس، يا ضَبُع أهله وأسد الناس، كسر الكبش بجفَرْ، وتركت العاقر أن تنحر، وبابات أخر، فقال الزوج: وما هن؟ قالت: كام لا يبيت بغَمْر كفيه، ولا يتشبَّع بخلَلَ سنيه، قال: فدَفَعها عن البعير وقَشْوَتها بين يديها، فسقطت القَشْوَة على القبر، فقالت: حُقَّ لفرسِ بعطْرٍ وأنُسٍ.
يضرب للرجل الكريم يثني عليه بما أولى وتقدير المثل: حق لفرس أن يُتْحَف بعِطْر وأنْس، فثقل للازدواج.