وهو فرس لقَيْس بن زُهَير العَبْسِي، وهو داحس بن ذي العُقَّال، وكان ذو العُقَّال فرساً لحَوْطِ بن جابر (في القاموس "حوط بن أبي جابر") بن حُمَيْرَي بن رياح بن يَرْبُوع بن حَنْظَلة، وكانت أم داحس فرسا لِقِرْوَاش بن عَوْف بن عاصم بن عبيد بن يربوع يقال لها جَلْوَى، وإنما سمي داحسا لأن بني يربوع احتملوا سائرين في نُجْعَةٍ لهم، وكان ذو العُقَّال مع ابنتي حَوْط بن جابر (في القاموس "حوط بن أبي جابر") يَجْنُبانه، فمرَّتْ به جَلْوى، فلما رآها ذو العُقَّال وَدَى، فضحك شابٌّ منهم، فاسْتَحْيَتِ الفتاتان، فأرسَلَتَاهُ فنَزَا على جَلْوَى فوافق قبولها فأقصت ثم أخذه لهما بعض رجال القوم، فلحق بهم حوط - وكان رجلا سيء الخلق - فلما نظر إلى عين فرسه قال: والله لقد نزا فَرَسِي فأخْبِرَاني ما شأنه، فأخبرتاه بما كان، فنادى: يال رياح، والله لا أرضى حتى آخذ ماء فرسي، قال بنو ثعلبة: والله ما استكرهْنَا فرسَك وما كان إلا منفلتا، قال: فلم يزل الشر بينهم حتى عَظُم، فلما رأوا ذلك قالوا: ما تريدون يابني رياح؟ قالوا: فدونكم الفرس، فسطا عليها ⦗٣٨٠⦘ حَوْط وجعل يَدَه في ماء وملح ثم أدخلها في رحمها ودَحَسَ بها حتى ظن أنه فَتَحَ الرحم وأخرج الماء، واشتملت الرحم على ما فيها، فَنَتَجَها قِرْوَاش بن عوف داحساً، فسمي داحساً لذلك، والدَّحْس: إدخال اليد بين جلد الشاة ولحمها حين يسلخها، ثم رآه حَوْط فقال: هذا ابن فرسي، فكرهوا الشر، فبعثوا به إليه مع لَقُوحَيْن ورواية من لبن، فاستحيا فردَّه إليهم وهو الذي ذكره جرير حيث يقول:
إن الجِيَادَ يَبِتْنِ حول قِبَابِنَا ... من آل أَعْوَجَ أو لذي العُقّالِ