البَكْرُ: الفَتِىُّ من الإبل، ويقال: صَدَقْتُهُ الحديثَ، وفي الحديث
يضرب مثلا في الصدق
وأصله أن رجلا ساوَمَ رجلا في بَكْرٍ فقال: ما سنُّه؟ فقال صاحبه: هِدَعْ هِدَعْ، وهذه لفظة يُسَكَّن بها الصِّغار من الإبل، فلما سمع المشتري هذه الكلمة قال"صدقني سِنَّ بكره" ونصب سن على معنى عَرَّفَني سنَّ، ويجوز أن يقال: أراد صدقني خبر سن، ثم حذف المُضَاف ويروى "صَدَقَنِي سِنُّ" بالرفع، جعل الصدق للسن توسعاً.
قال أبو عبيد: وهذا المثل يروى عن علي رضي الله عنه أنه أتى فقيل له: إن بني فلان وبني فلان اقْتَتَلُوا فغلب بنو فلان، فأنكر ذلك، ثم أتاه آتٍ فقال: بل غلب بنو فلان، للقبيلة الأخرى، فقال علي "صَدَقَني سن بكره"
وقال أبو عمرو: دخل الأحنفُ على معاوية بعد ما مضى علي رضي الله تعالى عنه فعاتبه معاوية، وقال له: أما إني لم أنْسَ ولم أجهل اعتزالَكَ يوم الجمل بيني سعد ونزولَكَ بهم سَفَوَان وقريشٌ تُذْبَحُ بناحية البصرة ذَبْحَ الحِيرَان، ولم أنس طلَبَكَ إلى ابن أبي طالب أن يُدْخِلك في الحكومة لتزيل عني أمراً جعله الله لي وقضاه، ولم أنْسَ تخضيضَكَ بني تميم يوم صِفَّين على نُصْرة علي، كل يبكته، قال: فخرج الأحنف من عنده، فقيل له: ما صنع بك؟ وما قال لك؟ قال: صَدَقَنِي سن بكر، أي خبرني بما في نفسه وما انْطَوَت عليه ضُلوعه.