هو رجل من عادٍ، ومن حديثه - فيما رواه إسحاق بن ابراهيم الموصلي عن ابن الكلبي - أنه أمنع عادِىٍّ كان في زمانه، وكان له راعٍ يقال له عُبَيْدان، يرعى ألف بقرة، وكان إذا أورد بقرة لم يُورِدْ أحَدٌ من عادٍ حتى يفرغ، فعاش بذلك دهراً حتى أدرك لقمان بن عاد، فخرج لقمان من أشد ضدِّ بن عاد كلها وأهْيَبها، وكان بيت عاد وعَدَدُهم يومئذ في بني ضد بن عاد، فوردت بَقَرُ لقمان، فنهنهها عٌبَيْدَان، فرجع راعي لقمان إليه فأخبره، فأتى لقمانُ فَضَرَبه وصَدَّه عن الماء، فرجع عُبَيْدَان إلى عَنْزٍ، فشكا ذلك إليه، فخرج عنز في بني أبيه ولقمانُ في بني أبيه، فاقتتلوا، فهزمهم بنو ضد، وحَلَّؤهم عن الماء، وكان عبيدَان بعد ذلك لاَ يُورِدُ حتى يفزع لقمان من سقى بقرة، فإن أقبل راعي لقمان وعُبَيْدَان على الماء ناداه فَقَالَ: أي عُبَبْدَان حَلِّي بقرك حتى أورد بقري، فيُحَلِّئُهَا، ولم يزل لقمان يفعل ذلك حتى هلك عنز، وانتجع لقمان فنزل في العماليق، ففي ذلك يقول جَزْءُ بن إساف بن قطن بن القطران، ويصف تهضُّمَ لقمان:
قد كان عَنْزُ بَنِي عادٍ وَأسْرَتُهُ ... في الناس أمَنَعَ مَنْ يمشي عَلَى قَدِمِ
وقَالَ غير هؤلاَء: عبيدان هو وادي الحية التي يضرب بها المثل فيُقَال "كَيْفَ أَعْاوِدكَ وهذا أثَرُ فَأْسِكَ" ولها حديث طويل وقد ذكرته في حرف الكاف (انظر المثل رقم ٣٠٤٦)