هي امرأة من بني تَيْم الله بن ثعلبة، كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتاها خَوَّات بن جُبَير الأنصاري يبتاع منها سَمْنا، فلم يَرَ عندها أحدا، وساوَمَها فحَلَّت نِحْياً، فنظر إليه ثم ⦗٣٧٧⦘ قال: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره، فقالت: حُلَّ نِحْياً آخر، ففعل، فنظر إليه فقال: أريد غير عذا فأمسكيه، ففعلت، فلما شَغَلَ يديها ساوَرَها فلم تقدر على دَفْعه حتى قضي ما أراد وهرب، فقال:
ويروى "بالتفرات"جمع ثفرة. والرامك: شيء تُضَيق به المرأة قبلها. والمدموم: المخلوط، والمقرة: الصبر.
فكان لها الويلات من ترك سمنها ... ورَجْعَتها صِفْراً بغير بَتَاتِ
فَشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفّاً شَحِيحَةً ... على سَمْنِهَا والْفَتْكُ من فَعَلاَتِي
ثم أسلم خَوَّات رضي الله عنه، وشهد بَدْراً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خَوَّات كيف شِرَادُك؟ ويروى كيف شراؤك، وتَبَسَّم صلوات الله عليه، فقال: يا رسول الله قد رَزَقَ الله خيرا، وعوذ بالله من الحور بعد الكور، وفي رواية حمزة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما فَعَلَ بعيرُك؟ أيشرد عليك؟ فقال: أما منذ أسلمت - أو منذ قَيَّده الإسلام - فلا، ويَدَّعِى الأنصار أنه عليه السلام دعا بأن تسكن غُلْمته، فسكنت بدعائه، وهجا رجل بني تيم الله فقال:
أنَاسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ منهم ... فَعُدُّوها إذا عُدَّ الصَّمِيمُ
وزعموا أن أم الورد العَجْلاَنية مَرَّتْ في سوق من أسواق العرب، فإذا رجل ييبع السمن، ففعلت به كما فَعَل خَوَّاتٌ بذات النحيين من شَغْل يديها ثم كشفت ثيابه وأقبلت تضربُ شقَّ استه بيديها، وتقول: يا ثارات ذاتِ النِّحْيَيْنِ.