وهي الإبل العِطَاش، قال الله تعالى (فشاربون شُرْبَ الهِيمِ) وهو جمع أهْيَمَ وهَيْمَاء، من الهُيَام وهو أشَدُّ العَطَشِ، وقال الأخفش: هي الرمل، جعله من الْهَيَامِ وهو الرمل الذي لا يتماسك في اليد، قلت: هذا وجه جيد، إلا أن جمعه هُيُم مثال قَذَال وقُذُل، ثم يجوز أن يقدر سكون الياء فيصير فُعْلا مثل قُذْل وسُحْب في تخفيف قُذُل وسُحُب، ثم فُعِلَ به ما فعل بِعينٍ وبِيضٍ ليفرق بين الواوي واليائي، والمفسرون على أنها الإبلُ العِطاش، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: هي التي بها الهُيَام وهو داء فلا تَرْوَى، قال الشاعر:
ويأكل أكْلَ الفِيلِ من بَعْد شبْعِهِ ... ويَشْرَبُ شُرْبَ الهِيمِ من بعد أن يَرْوَى