ويروى "سَاءَ سَمْعاً فأساءَ إجابة" وساءَ في هذا الموضع تعمل عمل بئس، نحوقوله تعالى (ساء مثلا) ونصب سمعاً على التمييز، وأساء سمعاً نصب على المفعول به، تقول: أسأت القولَ وأسأت العمل، وقوله"فأساء جابة" هي بمعنى إجابة، يقال: أجابَ إجابةً وجَابة وجَوَابا وجَيْبةً. ومثل الجابة في موضع الإجابة: الطَّاعَة والطَّاقَة والغَارة والعَارَة، قال المفضل: هذه خمسة أحرف جاءت هكذا. قلت: وكلها أسماء وُضِعت موضع المصادر. قال المفضل: إن أول من قال ذلك سُهَيل بن عَمْرو أخو بني عامر بن لؤي، وكان تزوج صفية بنت أبي جهل بن هشام، فولدت له أنَسَ بن سُهْيل، فخرج معه ذات يوم وقد خرج وَجْهُه، يريد الْتَحَىِ، فوقفا بحَزَوَّرَة مكة، فأقبل الأخنس ابن شَرِيق الثقفي، فقال: مَنْ هذا؟ قال سهيل: ابني، قال الأخنس: حَيَّاكَ الله يا فتى، قال: لا والله ما أمي في البيت، انطلَقَتْ إلى أم حنظلة تَطْحَنُ دقيقاً، فقال أبوه: أساء سَمْعاً فأساء جَابة، فأرسلها مثلا، فلما رجَعا قال أبوه: فَضَحَني ابنُكَ اليوم عند الأخنس قال كذا وكذا، فقالت الأم: إنما ابني صبي، قال سهيل: أشْبَهَ امرؤٌ بعضَ بَزِّه، فأرسلها مثلا.