وذلك أن الكلب بالبادية إذا ألحت عليه السحابُ بالأمطار لقي جَهدا؛ لأَن مَبيته أبدا تحت السماء وكلاَب البادية متى أبصرت غيماً نَبَحَتْهُ لأنها عرفت ما تلقى من مثله، ولذلك يُقَال في مثل آخر: لاَ يَضُرُّ السحَابَ نُبَاح الكلاَب، ولا الصخرةَ تفْليلُ الزجاج وقَالَ بعض بلغاء أهل الزمان: وما عسى أن يكون قَرْصُ النملة، ولَسْعُ النحلة، ووقوع البقة النخلة، ونباح الكلاَب على السحاب، وما الذباب وما مرقته؟ ولذلك قَالَ شاعرهم: