وهذا المثل يروى لزياد، قَالَه في نفسه وفي معاوية، وذلك أن زياداً كان على البصرة وكان المغيرة بن شعبة على الكوفة، فتُوفي بها، فخاف زياد أن يولى مكانه عبد الله بن عامر، وكان زياد لذلك كارهاً، فكتب إلى ⦗٣٣٨⦘
معاوية يخبره بوفاة المغيرة، ويشير عليه بتولية الضحاك بن قيس مكانه، ففطن له معاوية، فكتب إليه: قد فهمتُ كتابَكَ، فليُفْرِخْ رَوْعُك أبا المغيرة (في أصول هذا الكتاب "بالمغيرة ") لَسْنَا نستعمل ابن عامر على الكوفة، وقد ضمناها إليك مع البصرة، فلما ورد على زياد كتابه قَالَ: النبع يَقْرَعُ بعضُه بعضا، فذهبت كلمتاهما مثلين، قوله "النبع" يضرب للمتكافئين في الدهاء والمكر، وقوله "فليفرخ روعك" فَسَرْتُه في باب الفاء والقاف.