هذا من أمثال أهل البصرة، يقولون: لا أفعل كذا حتى يؤوب المُثَلَّم، وأصل هذا أن عُبَيد الله بن زياد أمَرَ بخارجِيٍّ أن يقتل، فأقيم للقتل، فتحاماه الشرط مخافَةَ غِيلَة الخوارج، فمر به رجل يعرف بالمُثَلَّم - وكان يتَّجر في اللِّقاح والبَكارة - فسأل عن الجمع، فقيل: خارجيّ قد تحاماه الناس، فانتدب له، فأخذ السيفَ وقتله به، فرصَده الخوارج ودسُّوا له رجلين منهم، فقالا له: هل لك في لِقْحَة من حالها وصفتها كذا؟ قال: نعم، فأخَذَاه معهما إلى دارٍ قد أعدَّا فيها رجالا منهم، فلما توسَّطها رفعوا أصواتهم أنْ لا حكم إلا الله، وعَلَوْه بأسيافهم حتى بَرَد، فذلك حين قال أبو الأسود الدؤلي:
وآلَيْتُ لا أسْعَى إلى ربَّ لِقْحَةٍ ... أساوِمه حتى يَؤوبَ المثلَّمُ
فأصْبَحَ لا يدرِي امرؤ كيف حالُه ... وقد بات يَجْرِي فوق أثوابه الدمُ