هو رجلٌ من بني ذُهل بن ثعلبة بن عُكَابة، كان أعْلَمَ أهلِ زمانه بالأَنساب
زعموا أن معاوية سأله عن أشياء فخبره بها، فَقَالَ: بم علمت؟ قَالَ: بلسان سَؤُل وقلب عَقُول، على أن للعلم آفة وإضاعة ونكدا واستجاعة، فآفته النسيان، وإضاعته أن تحدَّثَ به مَنْ ليس من أهله، ونكده الكذب فيه، واستجاعته أن صاحبه مَنْهُوم لا يشبع.
قَالَ القتبي: هو دَغْفَلْ بن حَنْظَلَة السَّدُوسي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئاً، ووفد معاوية وعنده قُدَامة بن جَرَاد القُرَيعي، فنسبه دَغْفَل حتى بلغ أباه الذي ولده، فَقَالَ: وولد جَرَاد رجلين: أما أحدهما فشاعر سفيه، والآخر ناسك، فأيهما أنت؟ فَقَالَ: أنا الشاعر السفيه، وقد أصبْتَ في نسبتي، وكل أمري، فأخبرنِي - بأبي أنت - مَتَى أمُوت؟ قَالَ: دَغْفَل: أما هذا فليس عندي، وقتله الأزارقة.