للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠٨٦- كمَا خَلَتْ قْدْرُ بَنِي سَدُوسِ

هذا مثل قَدِيم، وقَدِرُ بنى سَدُوس كانت قدراً عاديَّة عظيمة تأخذ جَزُورَيْن، وكان الطم بن عياش السدوسي سيدُ بني سدوس يطعم فيها حتى هلك الطم، ولم يكن له في قومه خَلَفٌ، ولا أحد يطعم في تلك القدر، فخَلَتْ قدْرُهَا طويلاً، وإن رجلاً من بني عامر يُقَال له ملهاب بن شهاب مَرَّ بهم ليلةً فلم ينزل ولم يُقْرَّ، فلما ارتحل فر مُغَاضِباً وهو يرتجز ويقول:

يَا صَاحِ رَحِّلْ ضَامِرَات العِيْسِ ... وَابْك على الطمِّ وحَبْرِ القُوسِ

فقدْ خَلَتْ قِدْرُ بَنِي سَدُوسِ ... وَضَنَّ فِيْهَا بِقِرىً خَسِيسِ

وَسَادَهُمْ أنْكَسُ ذُو تُيُوسِ ... قَبَّحَهُ المَلِيْكُ مِنْ رَئِيْسِ

لَيْسَ بِمَحْمُودٍ وَلاَ مَرْغُوْسِ ... فَمَا تُبًلِي كُنْتَ فِي السدُوسِ

أوكُنْتَ فِي قَوْمٍ مِنَ المَجُوسِ ... أو في فلاً قَفْرٍ مِنَ الأنِيْسِ

ثم إنه رَجِعَ إلى قومه، فسألوه عن بني سَدُوسِ وقِدْرِهم، فحدثهم بأمرها، فصار مَثَلاً لكل ما أتى عليه الدهر وتغير عما عُهد عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>