للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد عني أهل العلم بجمع ألفاظ الحديث والجمع بينها قال أبو بكر بن خزيمة: قد خرجت ألفاظ خبر ابن عباس في كتاب الكبير (١) وجمع الشوكاني فوائد الحديث بجزء سماه: رفع الأساس لفوائد حديث ابن عباس (٢).

فحديث ابن عباس من الأحاديث المشكلة لكثرة التعارض بين رواياته الصحيحة وبعضها في الصحيحين أو أحدهما.

قال البزار: هذا الحديث قد روي عن ابن عباس بألفاظ مختلفة (٣) روي عن ابن عباس من غير وجه بأسانيد مختلفة وباختلاف ألفاظ فذكرنا كل حديث في موضعه بلفظه (٤). روي عن النبي من وجوه كثيرة في صفة صلاة رسول الله برواية ابن عباس عنه وكل يذكر عن ابن عباس في روايته ما يجب أن يعاد الحديث من أجله (٥).

وقال ابن عبد البر: رواه عن ابن عباس جماعة وفي ألفاظ الأحاديث عنهم من طرقهم اختلاف كثير (٦).

في هذا الحديث عن ابن عباس اختلاف في ألفاظه كثير (٧).

وسبب الإشكال -إضافة لكثرة الاختلاف في روايات الثقات- اختلافها اختلاف تعارض ولا يمكن الجمع بينها فلا بد من الترجيح.

قال ابن حجر: الحاصل أنَّ قصة مبيت ابن عباس يغلب على الظن عدم تعددها فلهذا ينبغي الاعتناء بالجمع بين مختلف الروايات فيها ولا شك أنَّ الأخذ بما اتفق عليه الأكثر والأحفظ أولى مما خالفهم فيه من هو دونهم ولا سيما إن زاد أو نقص (٨).


(١) صحيح ابن خزيمة (٢/ ١٥٠).
(٢) انظر: ص: (٩٥٤).
(٣) مسند البزار (١١/ ٤٥٣).
(٤) مسند البزار (١١/ ٢٨٢).
(٥) مسند البزار (١١/ ٢٢٦).
(٦) التمهيد (١٣/ ٢٠٧).
(٧) التمهيد (١٣/ ٢١٧).
(٨) فتح الباري (٢/ ٤٨٤).

<<  <   >  >>