للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واختلف على كريب فرواه عمرو بن دينار وسلمة بن كهيل كرواية سعيد بن جبير وهي المحفوظة من حديث كريب ووافقهما عبد ربه بن سعيد عن مخرمة بن سليمان لكنَّ المحفوظ عن مخرمة بن سليمان عن كريب النوم بعد الوتر وصلاة راتبة الفجر بعد الاستيقاظ من النوم حين استئذان بلال وتابع شريكُ بن عبد الله بن أبي نمر مخرمةَ بن سليمان في صلاة راتبة الفجر بعد النوم وبعد استئذان بلال وشريك صدوق يخطاء وكذلك تابع مخرمة عكرمة بن خالد في النوم بعد الوتر وهو مرسل. واختلف على علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه وهو حديث مضطرب.

فالذي يظهر لي أنَّ المحفوظ رواية سعيد بن جبير ومن وافقه في نوم النبي بعد راتبة الفجر إلى استئذان بلال لإقامة صلاة الفجر وهذا هو الظاهر من عمل النبي فعن عائشة قالت: «كان النبي يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يجيء المؤذن فيؤذنه» رواه البخاري (٦٣١٠) ومسلم (٧٢٤) والله أعلم.

ويحتمل أنَّ النبي نام مرتين بعد الوتر وبعد راتبة الفجر قال البيهقي: وقد يحتمل أن يكونا محفوظين [من حديث عائشة فنقل مالك أحدهما [النوم بعد الوتر]، ونقل الباقون الآخر [النوم بعد راتبة الفجر]، واختلف فيه أيضًا عن ابن عباس وقد يحتمل ذلك ما احتمل رواية مالك والله أعلم (١).

قال أبو عبد الرحمن: المحفوظ من رواية كريب نوم النبي بعد راتبة الفجر وخالف مخرمة بن سليمان عن كريب فجعله بعد الوتر وقد اختلف عليه فالظاهر أنَّ روايته شاذة للمخالفة فلا يصح حملها على تعدد النوم ولا تتقوى بمتابعة شريك بن عبد الله ورواية عكرمة بن خالد عن ابن عباس لضعفهما والله أعلم.

فالذي يظهر لي أنَّ النبي نام في هذه الليلة بعد راتبة الفجر واستيقظ عند إقامة الصلاة والله أعلم.


(١) السنن الكبرى (٣/ ٤٥).

<<  <   >  >>