للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القول الثاني: السواك للوضوء: فلا يستحب للصلاة إلا إذا لم يستك عند الوضوء وهو مذهب الأحناف (١).

الدليل الأول: عن أبي هريرة ، عن رسول الله أنَّه قال: «لوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ» (٢).


(١) قال الزبيدي في الجوهرة النيرة (١/ ٣٠) عندنا من سنن الوضوء وعند الشافعي من سنن الصلاة وفائدته إذا توضأ للظهر بسواك وبقي على وضوئه إلى العصر أو المغرب كان السواك الأول سنة للكل عندنا وعنده يسن أن يستاك لكل صلاة، وأمَّا إذا نسي السواك للظهر ثم ذكر بعد ذلك فإنَّه يستحب له أن يستاك حتى يدرك فضيلته وتكون صلاته بسواك إجماعًا.
وانظر: البحر الرائق (١/ ٤٢) وحاشية ابن عابدين على الدر المختار (١/ ٢٣٣) والنهر الفائق (١/ ٤٠).
(٢) حديث أبي هريرة جاء من رواية جمع عن أبي هريرة أهمهما رواية:
١: حميد بن عبد الرحمن بن عوف. ٢: سعيد بن أبي سعيد المقبري.
أولًا: رواية حميد بن عبد الرحمن بن عوف: رواه الشافعي - البدر المنير (١/ ٦٩٩) - وأحمد (٩٦١٢) عن عبد الرحمن بن مهدي وابن خزيمة (١٤٠) نا علي بن معبد وابن المنذر في الأوسط (١/ ٤٨٩) حدثنا إبراهيم بن عبد الله وأحمد (١٠٣١٨) قالوا حدثنا روح والنسائي في الكبرى (٣٠٤٤) أنبأ قتيبة بن سعيد والنسائي في الكبرى (٣٠٤٥) أنبأ محمد بن سلمة قال حدثنا ابن القاسم والنسائي في الكبرى (٣٠٤٣) أنبأ محمد بن يحيى والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٣) حدثنا ابن مرزوق، قالا: ثنا بشر بن عمر والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٣) حدثنا يونس، وابن أبي عقيل قالا: أنا ابن وهب يروونه - الشافعي وابن مهدي وروح بن عبادة وابن القاسم وقتيبة بن سعيد وبشر بن عمر وعبد الله بن وهب - عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة ، عن رسول الله أنَّه قال: فذكره وإسناده صحيح.
والحديث رواه مالك (١/ ٦٦) عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة أنَّه قال: «لولا أن يشق على أمته لأمرهم بالسواك، مع كل وضوء» موقوفًا على أبي هريرة ولفظه له حكم الرفع.
قال ابن عبد البر في التمهيد (٧/ ١٩٤) هذا الحديث يدخل في المسند لاتصاله من غير ما وجه ولما يدل عليه اللفظ.
وقال ابن الملقن في البدر المنير (١/ ٧٠٠) قال ابن خزيمة: يشبه أن يكون مالك قد كان حدث به مرفوعًا، ثم شك في رفعه فوقفه كما قال الشافعي: كان مالك إذا شك في الشيء انخفض والناس إذا شكوا ارتفعوا.
وقال البخاري في صحيحه مع الفتح (٤/ ١٥٨) وقال أبو هريرة عن النبي : «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ» فذكره معلقًا بصيغة الجزم. وصححه ابن دقيق في الإمام (١/ ٣٥٤).
تنبيه: لفظ النسائي (٣٠٤٤) «لولا أن يشق على أمته لأمرهم بالسواك» ولفظ رواية النسائي الأخرى (٣٠٤٥): «بالسواك مع كل صلاة أو كل وضوء». ولفظ رواية عبد الله بن وهب عند الطحاوي: «مع كل صلاة».
ثانيًا: رواية سعيد بن أبي سعيد المقبري: رواه عبد الله بن المبارك في مسنده (٦٣) وعنه النسائي بإسناده في الكبرى (٣٠٣٤) ورواه ابن أبي شيبة (١/ ١٦٨) حدثنا أبو أسامة، وابن نمير وأحمد (٧٣٦٤) والدارقطني بإسناده في النزول (٣٨) عن يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن السراج عند النسائي في الكبرى (٣٠٣٢) والحاكم (١/ ١٤٦) وخالد بن الحارث عند النسائي في الكبرى (٣٠٣٧) وأبان بن يزيد العطار عند الدارقطني في علله (١٠/ ٣٥٤) وإسحاق الأزرق عند الدارقطني في النزول (٣٩) ومعتمر بن سليمان عند الدارقطني في النزول (٤٢) وروح بن القاسم عند الدارقطني في النزول (٤٣) وداود بن عبد الرحمن العطار عند ابن حبان (١٥٤٠) يروونه عن عبيد الله بن عمر به عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ، عن النبي ، قال: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ» وإسناده صحيح.
قال الحاكم: صحيح على شرطهما جميعًا، وليس له علة.
عبيد الله بن عمر هو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب .
والحديث اختلف في متنه وإسناده.
أولًا: الاختلاف في المتن فرواه:
١: ابن ماجه (٢٨٧) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة، وعبد الله بن نمير، به ورواه البزار (٨٤٥٠) حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري، قال: حدثنا أبو أسامة به ولفظه عندهما «عند كل صلاة» ورواته ثقات.
عبيد بن إسماعيل الْهَبَّارِي من شيوخ البخاري ووثقه الدارقطني. وأبو أسامة حماد بن أسامة. والحديث في مصنف ابن أبي شيبة بلفظ «عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ» وتقدم.
٢: النسائي في الكبرى (٣٠٣٥) أنبأ مجاهد بن موسى قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله به ولفظه «عند كل صلاة» ورواته ثقات.
ولفظ الصلاة ليس بمحفوظ فخالف مجاهد بن موسى - وهو ثقة - الجماعة الذين رووه عن يحي بن سعيد بلفظ الوضوء وهي رواية الجماعة عن عبيد الله بن عمر.
ثانيًا: الاختلاف في السند فرواه:
١: النسائي في الكبرى (٣٠٣٨) أنبأ عمرو بن عثمان والدارقطني في النزول (٤٤) حدثنا أبو محمد بن صاعد، ومحمد بن سليمان النعماني، قالا: ثنا محمد بن عمرو بن حنان قالا حدثنا بقية عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله : «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَافْتَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ» ورواته ثقات.
قال الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (٥٤٦٧) تفرد به بقية عن عبيد الله عن المقبري عن أبيه.
وبقية بن الوليد صرح بسماعه في رواية الدارقطني وهذه الرواية شاذة فرواية الحفاظ عن عبيد الله بن عمر عن سعيد عن أبي هريرة .
٢: محمد بن إسحاق واضطرب في إسناده ومتنه فرواه:
١): البزار (٨٤٢٢) حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ السِّوَاكَ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ» ورواته محتج بهم.
الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني وثقه تلميذه البزار ووثقه الخطيب البغدادي.
٢): أحمد (١٠٢٤٠) حدثنا ابن أبي عدي، والنسائي في الكبرى (٣٠٤٠) أخبرني عمرو بن هشام حدثنا محمد بن سلمة والدارمي (١٤٨٤) والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٢) والدارقطني في النزول (٤٧) يروونه بأسانيدهم عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف والبيهقي بإسناده (١/ ٣٦) عن أحمد بن خالد يروونه - محمد بن أبي عدي ومحمد بن سلمة وإبراهيم بن سعد وأحمد بن خالد الوهبي - عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عطاء، مولى أم صبية عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ» وإسناده ضعيف.
عطاء قيل مولى أم صبية وهو الصحيح وقيل مولى أم صفية وقيل مولى أم سلمة ذكره ابن حبان في ثقاته وقال الذهبي مجهول.
٣): محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن زيد بن خالد الجهني . يأتي.
٤): محمد بن إسحاق عن أبى جعفر عن جابر . يأتي.
فاضطرب محمد بن إسحاق في إسناده وفي متنه فتارة يذكره بلفظ الصلاة وتارة بلفظ الوضوء.
٣: أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن: واختلف عليه في إسناده فرواه:
١): أبو داود الطيالسي (٢٣٢٨) حدثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَمَعَ كُلِّ وُضُوءٍ سِوَاكٌ، وَلَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ» وإسناده ضعيف.
وكذلك رواه أبو نعيم في السواك عن أبي معشر عن سعيد عن أبي هريرة . انظر: البدر المنير (١/ ٧١٧).
٢): النسائي في الكبرى (٣٠٣٩) أنبأ قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أنَّ رسول الله قال: فذكره وإسناده ضعيف.
أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن ضعيف قال البخاري: منكر الحديث ونقل عن ابن مهدي قوله: أبو معشر تعرف وتنكر وقال أحمد كان صدوقًا لكنَّه لا يقيم الإسناد ليس بذاك. وقال ابن حبان: كان ممن اختلط في آخر عمره وبقي قبل أن يموت سنتين في تغير شديد لا يدري ما يحدث به فكثر المناكير في روايته من قبل اختلاطه فبطل الاحتجاج به.
والمحفوظ عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة . والليث هو ابن سعد.
٤: قال الدارقطني في علله (٢٧٣٤) رواه عبد الله بن خلف الطفاوي، عن هشام بن حسان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر .
وخالفه عبد الأعلى، ويزيد بن هارون، فقالا: عن هشام بن حسان، عن عبيد الله، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة وهو الصواب.
٥: عبد الرزاق (٢١٠٦) عن عبد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ».
فجعله عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر وهل هذا تصحيف في الكتاب أو خطأ في الرواية؟ الله أعلم. وعبد الله بن عمر أخو عبيد الله وهو ضعيف.

<<  <   >  >>