للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: تقدم أنَّ النبي ليس كغيره.

الدليل الثاني عشر: عن أنس ؛ «أنَّ أصحاب رسول الله كانوا يضعون جنوبهم، فمنهم من يتوضأ، ومنهم من لا يتوضأ».

وجه الاستدلال: من يضع جنبه غالبًا يستغرق في النوم.

الرد من وجهين:

الأول: تقدم أنَّ وضع الجنوب شاذ والمحفوظ نومهم وفي بعضها تخفق رؤوسهم.

الثاني: لا تلازم بين الاستغراق في النوم ووضع الجنب.

الدليل الثالث عشر: عن قيس بن عباد، قال: رأيت أبا موسى صلى الظهر ثم استلقى على قفاه فنام حتى سمعنا غطيطه فلما حضرت الصلاة قام فقال: «هل وجدتم ريحًا أو سمعتم صوتًا؟» قالوا: لا، فصلى العصر ولم يتوضأ» (١).

الدليل الرابع عشر: عن شرحبيل بن مسلم، ومحمد بن زياد الألهاني قالا: «كان أبو أمامة ينام وهو جالس حتى يمتلئ نومًا، ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ» (٢).


(١) رواه ابن المنذر في الأوسط (١/ ٢٦٠) حدثنا محمد بن نصر، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن قيس بن عباد، قال: فذكره ورواته ثقات.
ورواه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (١/ ١٢٥) بإسناده عن ابن المنذر وصححه.
يزيد النحوي هو ابن أبي سعيد.
ورواه ابن أبي شيبة (١/ ١٣٣) حدثنا يحيى بن سعيد، عن طارق بياع النوى، قال: حدثتني منيعة ابنة وقاص، عن أبيها؛ أنَّ أبا موسى كان ينام بينهن حتى يغط، فننبهه، فيقول: «هل سمعتموني أحدثت؟» فنقول: لا، «فيقوم فيصلي» وإسناده ضعيف.
طارق بياع النوى ذكره ابن حبان في ثقاته وذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكرا وقاص البصري ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وابنته منيعة ذكرها ابن أبي حاتم ولم يذكر فيها جرحًا ولا تعديلًا.
قال ابن حجر في الفتح (١/ ٣١٥) صح عن أبي موسى الأشعري أنَّ النوم لا ينقض مطلقًا.
(٢) رواه البيهقي في الخلافيات (١/ ٢٦٣) بإسناده عن الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد عن أبي أمامة وابن المنذر في الأوسط (١/ ٢٥٧) حدثنا محمد بن علي، ثنا سعيد وابن أبي شيبة (١/ ١٣٢) قالا حدثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، ومحمد بن زياد الألهاني قالا: فذكراه وإسناده حسن.
الحديث من رواية إسماعيل بن عياش ويحتج بحديثه عن الشاميين خاصة، وهذه منها فشيخاه شرحبيل بن مسلم الخولاني ومحمد بن زياد الألهاني شاميان. ومحمد بن علي الذي يظهر لي أنَّه ابن زيد الصائغ المكي فهو الذي له رواية عن سعيد بن منصور وهو ثقة.
ولابن المنذر شيخ آخر وهو محمد بن علي النجار الصنعاني ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وهو يروي عن عبد الرزاق ولم أقف له على رواية عن سعيد بن منصور والله أعلم.

<<  <   >  >>