للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال: التحف النبي بثوبه بعد تكبيرة الإحرام وهذا عمل يسير للحاجة (١).

الدليل التاسع: في حديث سهل بن سعد الساعدي أرسل رسول الله إلى فلانة - امرأة من الأنصار قد سماها سهل «مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ، أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا، أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ» فأمرته فعملها من طرفاء الغابة، ثم جاء بها، فأرسلت إلى رسول الله ، فأمر بها فوضعت هاهنا، ثم رأيت رسول الله صلى عليها وكبر وهو عليها، ثم ركع وهو عليها، ثم نزل القهقرى، فسجد في أصل المنبر ثم عاد، فلما فرغ أقبل على الناس، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتِي» (٢).

وجه الاستدلال: تحرك النبي حركة كثيرة غير متوالية بصعوده على درج المنبر ونزوله القهقرى مرارًا لأجل تعليم أصحابه بالفعل وقد علمهم قبل ذلك بالقول فدل على أنَّ الحركة الكثيرة إذا لم تكن متوالية لا تفسد الصلاة (٣).

الدليل العاشر: عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : «إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ جَعَلَ يَفْتِكُ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ، لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ، وَإِنَّ اللهَ أَمْكَنَنِي مِنْهُ فَذَعَتُّهُ، فَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى جَنْبِ سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ أَجْمَعُونَ - أَوْ كُلُّكُمْ - ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾، فَرَدَّهُ اللهُ خَاسِئًا» (٤).

وجه الاستدلال: خنق النبي الشيطان وهم بربطه بسارية من سواري


(١) انظر: شرح مسلم للنووي (٤/ ١٥١).
(٢) رواه البخاري (٩١٧) ومسلم (٥٤٤).
الغابة: شمال المدينة تبعد عن المسجد (١٥) كم تقريبًا وهي أرض سبخة وهي المعروفة اليوم بالخُلْيل.
(٣) انظر: أعلام الحديث (١/ ٣٥٩) وفتح الباري (٢/ ٤٠٠).
(٤) رواه البخاري (٤٦١) ومسلم (٥٤١).
يفتك: أصل الفتك مجاء الإنسان إلى آخر على غرة وغفلة فيقتله. فذعته: خنقته.

<<  <   >  >>