للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال به شيخنا العثيمين (١) وشيخه السعدي (٢).

الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة: ٥٥].

وجه الاستدلال: الواو في قوله تعالى: ﴿وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ واو الحال فامتدحهم الله بإعطاء الزكاة وهم يصلون فدل ذلك على استحباب إعطاء الزكاة في الصلاة (٣).

الرد من وجهين: اختلف في الواو في الآية هل هي واو الحال أو واو العطف.

الوجه الاول: على القول بأنَّ الواو واو الحال فالرد من وجهين:

الأول: المقصود بالركوع الخضوع كما قيل: لا تذل الفقير علك أن … تركع يومًا والدهر قد رفعه (٤).

الثاني: قال القرطبي: يحتمل أن يكون المدح متوجهًا على اجتماع حالتين، كأنَّه وصف من يعتقد وجوب الصلاة والزكاة، فعبر عن الصلاة بالركوع، وعن الاعتقاد للوجوب بالفعل، كما تقول: المسلمون هم المصلون، ولا تريد أنَّهم في تلك الحال مصلون (٥).

الثالث: قال ابن كثير: توهم بعضهم أنَّ هذه الجملة في موضع الحال من قوله: ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ أي: في حال ركوعهم، ولو كان هذا كذلك، لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره؛ لأنَّه ممدوح، وليس الأمر كذلك عند أحد من


(١) انظر: الشرح الممتع (٣/ ٣٥٦).
(٢) انظر: القواعد والأصول الجامعة ص: (١٣٨) والإرشاد إلى معرفة الأحكام ص: (٥١).
(٣) انظر: أحكام القرآن للجصاص (٢/ ٦٢٥) وتفسير البغوي (٣/ ٧٣) وتفسير القرطبي (٦/ ١٤٤) وزاد المسير (١/ ٥٦١) وتفسير الزمخشري (١/ ٦٤٩) والدر المصون (٤/ ٣١٤).
(٤) انظر: زاد المسير (١/ ٥٦١) وتفسير الزمخشري (١/ ٦٤٩) والدر المصون (٤/ ٣١٤) والتحرير والتنوير (٦/ ٢٤٠).
(٥) تفسير القرطبي (٦/ ١٤٤).

<<  <   >  >>