للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله أن يستغفر إلا لما يغفر له باستغفاره ذلك (١).

الرد: الأنبياء معصومون من الكبائر (٢) أمَّا الصغائر فتكفر بعدة مكفرات منها اجتناب الكبائر والأعمال الصالحة كالصلوات الخمس والجمعة وصيام رمضان والاستغفار فلا مانع أن يستغفر النبي ربه ﷿.

الدليل الثالث: عن أبي غالب، عن أبي أمامة ، في قوله: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾ قال: «إنَّما كانت النافلة للنبي » (٣).

وجه الاستدلال: استحباب القيام لعموم الأمة محل إجماع فالخصوصية تحمل على الوجوب.

الرد من وجهين:

الأول: قال ابن رجب: قال طائفة من السلف - منهم: ابن عباس وأبو أمامة


(١) انظر: تفسير الطبري (١٥/ ٩٦).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٣١٩) ولوامع الأنوار البهية (٢/ ٣٠٤).
(٣) رواه الطبراني في الأوسط (٤٤٩٩) حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران قال: نا عمرو بن علي أبو حفص قال: حدثني أبو قتيبة قال: حدثني الحسن بن أبي الحسناء، عن أبي غالب، عن أبي أمامة ، فذكره وإسناده ضعيف.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن أبي الحسناء إلا أبو قتيبة، وعلي بن نصر الجهضمي.
الحسن بن أبي الحسناء وثقه يحيى بن معين والعجلي وذكره ابن حبان في ثقاته وقال أبو حاتم محله الصدق. وقال الأزدي منكر الحديث. وقال ابن حجر: صدوق، لم يصب الأزدى فى تضعيفه.
وأبو غالب البصري صاحب أبي أمامة قال ابن حبان منكر الحديث لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما يوافق الثقات. وقال ابن حجر: صدوق يخطاء. وبقية رواته محتج بهم.
وعمرو بن علي هو الحافظ الفلاس وأبو قتيبة هو سلم بن قتيبة.
ورواه الطبري في تفسيره (١٥/ ٩٦) حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي والمروزي - مختصر قيام ص: (٢٢) - ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، ثنا وكيع والطبراني في الكبير (٨/ ١٤٥) حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، قال أبو أمامة : إنَّما كانت النافلة للنبي قال وكيع: يعني ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾ وإسناده ضعيف.
سفيان بن وكيع ضعيف لكنَّه متابع للثقتين أبي هاشم وابن أبي شيبة. وسليمان بن مهران الأعمش مدلس ولم يصرح بالسماع.
والكلام في شهر بن حوشب مشهور، توسط فيه ابن حجر فقال: صدوق كثير الإرسال والأوهام.
فالحديث بروايتيه يرتقي لدرجة الحسن - إن شاء الله -.

<<  <   >  >>