للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن تشأ رؤيته نائمًا رأيته نائمًا فعلى هذا يتخلل صلاة النبي بالليل نوم (١).

الجواب: معنى الحديث عند أكثر أهل العلم أنَّ النبي كان تارة يقوم من أول الليل وتارة من وسطه وتارة من آخره (٢) وهذا هو الظاهر من معنى الحديث والله أعلم لكن الذي استقر عليه عمل النبي الصلاة آخر الليل.

الدليل الخامس: في حديث جابر «حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئًا ثم اضطجع رسول حتى طلع الفجر وصلى الفجر» (٣).

وجه الاستدلال: لم يقم النبي في المزدلفة ليلة العيد فلو كان القيام واجبًا عليه لما تركه.

الرد من وجهين:

الأول: لم يكن النبي يدع الوتر حضرًا ولا سفرًا فكون جابر لم يره لا يدل على أنَّه لم يوتر فالقاعدة رد المتشابه للمحكم والله أعلم.

الثاني: هذا في السفر وتقدم الحديث في أدلة من يفرق بين السفر والحضر.

الدليل السادس: عن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله من أهل نجد ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله : «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ». فقال: هل علي غيرها؟ قال: «لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ». قال رسول الله : «وَصِيَامُ رَمَضَانَ» قال: هل علي غيره؟ قال: «لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ». قال: وذكر له رسول الله الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: «لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ». قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله : «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ» (٤).


(١) انظر: مختصر قيام الليل ص: (١٠٨).
(٢) انظر: عمدة القاري (٩/ ١٥٥) وإرشاد الساري (٣/ ٤٠٣) وفتح الباري (٣/ ٢٣).
(٣) رواه مسلم (١٢١٨).
(٤) رواه البخاري (٤٦) ومسلم (١١).

<<  <   >  >>