للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل السابع: عن جابر ، قال: أتى النبي النعمان بن قوقل ، فقال: يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة، وحرمت الحرام، وأحللت الحلال، أأدخل الجنة؟ فقال النبي : «نَعَمْ» (١).

الدليل الثامن: عن عبد الله الصنابحي قال زعم أبو محمد أنَّ الوتر واجب فقال عبادة بن الصامت كذب أبو محمد أشهد سمعت رسول الله يقول: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَاتَهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ فَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَسُجُودَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ» (٢).

وجه الاستدلال: لا يجب بأصل الشرع مما يتكرر في اليوم والليلة إلا الصلوات الخمس (٣).

الرد: هذه الأحاديث عامة والخلاف خاص بالنبي .

الجواب: الأصل استواء النبي مع أمته في الأحكام وعدم الخصوصية إلا بدليل صحيح صريح ولم يوجد في هذه المسألة والله أعلم.

الدليل التاسع: عن أنس قال: قال رسول الله : «أُمِرْتُ بِالْوِتْرِ وَالْأضَاحِيِّ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيَّ» (٤).


(١) رواه مسلم (١٥).
(٢) رواه مالك (١/ ١٢٣) وعبد الرزاق (٤٥٧٥) وأحمد (٢٢١٩٦) وأبو داود (١٤٢٠) والنسائي (٤٦١) وغيرهم.
وهو حديث صحيح صححه ابن حبان (١٧٣٢) وابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٢٨٨) والضياء المقدسي في المختارة (٨/ ٣٦٤٣٦٧) والنووي في المجموع (٣/ ١٧) وابن الملقن في البدر المنير (٥/ ٣٨٩) والألباني في ظلال الجنة (٩٦٧).
والحديث مخرج في الاستيعاب لأدلة تارك الصلاة (ص: ٨).
(٣) انظر: الرسالة للشافعي ص: (١١٧) والمستدرك على الصحيحين (١/ ٣٠٠) ونهاية المطلب (٢/ ٣٤٨) وشرح مسلم للنووي (٦/ ٣٩).
(٤) رواه عبد الرزاق (٤٥٧٢) وأحمد بن منيع - المطالب العالية (٦٤٩) - حدثنا يعقوب بن إبراهيم والدارقطني (٢/ ٢١) حدثنا الحسن بن سعيد بن الحسن بن يوسف المروروذي قال وجدت في كتاب جدي وحدثني به أبي عن جدي ثنا بقية وابن شاهين (٢٠٢) حدثنا محمد بن عيسى البُرُوجِرْدي، قال: حدثنا عمير بن مرداس، قال: حدثنا محمد بن بكير، قال: حدثنا مروان بن معاوية يروونه عن عبد الله بن محرر عن قتادة عن أنس قال: فذكره وإسناده ضعيف.
في إسناده عبد الله بن محرر، ضعفه شديد ترجم له الذهبي في الميزان: فقال: قال أحمد: ترك الناس حديثه وقال الجوزجاني: هالك، وقال الدارقطني وجماعة: متروك، وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله إلا أنَّه كان يكذب ولا يعلم ويقلب الأخبار ولا يفهم، وقال ابن معين: ليس بثقة. فالحديث منكر.
وأعل الحديث بابن محرر عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٤٥) والذهبي في تنقيح التحقيق (١/ ٢١٠) وابن الملقن في البدر المنير (٤/ ٣٢٩) وابن حجر في التلخيص (٢/ ٣٩).
تنبيه: وقع في نسختي من مصنف عبد الرزاق تصحيف: عن عبد الله بن محمد، عن قتادة.

<<  <   >  >>