للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث الثاني: حديث رجل من أصحاب رسول الله

عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، حدثني رجل من أصحاب رسول الله قال: رأيت النبي في سفره، فقلت: لأرمقنَّ الليلة كيف صلاة رسول الله ؟ فلما صلى العشاء، وهي التي تدعى العتمة اضطجع فنام هويًا من الليل، ثم استيقظ فنظر في السماء، فقال: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ إلى قوله: ﴿إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران: ١٩١ - ١٩٤] قال الرجل: ثم أهوى رسول الله بيده إلى قرابه، فاستخرج منه سواكًا، ثم اصطب من إداوته ماء في قدح له فاستن ثم صب في يده ماء، فتوضأ، ثم قام، فصلى. قال الرجل: حتى قلت: قد صلى قدر ما نام، ثم سلم، ثم اضطجع، فنام، حتى قلت: قد نام قدر ما صلى، ثم استيقظ ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى، ثم نظر في السماء، وتلاوته ما تلا من القرآن، واستنانه، ووضوئه، وصلاته، ثم فعل مثل ذلك في النوم، حتى قضى صلاته، ثم استيقظ وفعل كما فعل أول مرة، فعل ذلك ثلاث مرات» (١).


(١) الحديث مداره على حميد بن عبد الرحمن بن عوف ورواه عنه: ابن شهاب والأعرج:
أولا: رواية محمد بن مسلم بن شهاب الزهري: رواها النسائي (١٦٢٦) أخبرنا محمد بن سلمة قال أنبأنا ابن وهب عن يونس وأبو الشيخ في أخلاق النبي (٥٤٠) حدثنا أبو بكر الفريابي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرحمن بن نمر عن ابن شهاب قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، حدثني رجل من أصحاب رسول الله قال: فذكره وإسناده صحيح.
يونس بن يزيد الأيلي في روايته عن الزهري وهم قليل وقد توبع وبقية رواته ثقات.
وابن وهب هو عبد الله. والفريابي هو الحافظ المصنف المشهور صاحب دلائل النبوة وغيره.
هويًا من الليل: الوقت الطويل من الليل. انظر: (ص: (٢٤.
القراب: جراب يطرح الرجل فيه زاده. انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (٢/ ٢٢٧).
ثانيًا: رواية عبد الرحمن بن هرمز الأعرج رواها:
١: النسائي في السنن الكبرى (١٠١٣٩) والطبري في تفسير (١٥/ ٩٥) قالا أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب قال: حدثنا الليث قال: حدثني خالد، عن ابن أبي هلال عن الأعرج عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنَّ رجلًا من أصحاب النبي قال قلت وأنا في سفر مع رسول الله والله لأرقبنَّ رسول الله لصلاة حتى أرى فعله فلما صلى صلاة العشاء وهي العتمة اضطجع رسول الله هويًا من الليل ثم استيقظ فنظر إلى الأفق فقال: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا﴾ حتى بلغ ﴿إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران: ١٩١ - ١٩٤] ثم أهوى رسول الله بيده إلى فراشه فاستل منه سواكًا ثم أفرغ في قدح من إداوة عنده ماء فاستن ثم قام فصلى حتى قلت قد صلى قدر ما نام ثم اضطجع حتى قلت قد نام قدر ما صلى ثم استيقظ ففعل كما فعل أول مرة وقال مثل ما قال ففعل رسول الله ثلاث مرات قبل الفجر» وإسناده صحيح.
خالد هو ابن يزيد الجمحي وابن أبي هلال هو سعيد الليثي.
تنبيهان:
الأول: في رواية الطبري الصلاة مرتان. والمحفوظ ثلاث.
الثاني: رواه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم في رواية ابن جرير عن أبيه وشعيب بن الليث بن سعد.
٢: ابن نصر - مختصر قيام الليل - ص: (١٠٩) حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، ثنا عمي، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن رجل ، من أصحاب النبي : «أنَّه رمق رسول الله في بعض أسفاره لينظر كيف يصلي، فنام رسول الله ساعة من الليل، ثم ذهب فقعد ونظر في السماء، ثم تلا هذه الآيات من سورة آل عمران: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ حتى انتهى إلى خمس آيات منها، ثم استاك وتوضأ، ثم صلى ساعة من الليل، ثم نام ساعة من الليل، ثم هب مرة أخرى فنظر في السماء، ثم تلا تلك الآيات، ثم استاك، ثم توضأ، ثم صلى، فعل ذلك ثلاث مرات» وإسناده حسن.
تنبيه: قوله: «حتى انتهى إلى خمس آيات منها» المحفوظ في هذا الحديث قراءة أربع آيات.
٣: أبو الشيخ في أخلاق النبي (٥٤١) حدثنا أبو بكر الفريابي، نا قتيبة وابن نصر في مختصر قيام الليل ص: (١٧٨) حدثنا يحيى بن يحيى، قالا أخبرنا ابن لهيعة عن الأعرج عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنَّ رجلًا ، قال: لأنظرنَّ إلى صلاة رسول الله وهو في السفر، قال: فهجع رسول الله أول الليل، ثم استيقظ، فرفع رأسه، ونظر إلى أفق السماء، فقال: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ حتى بلغ ﴿إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران: ١٩١ - ١٩٤] ثم أهوى بيده إلى الرحل، وأخذ السواك، واستن به، ثم توضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع، ثم نام، ففعل كفعله [زاد ابن نصر: ثم اضطجع ثم فعل مثلها ثم اضطجع ثم فعل مثلها] وإسناده حسن.
عبد الله بن لهيعة ضعيف من قبل حفظه وقد توبع لكنَّه لم يحفظ عدد مرات الصلاة وهي ثلاث والله أعلم.

<<  <   >  >>