للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من آخر الليل لم يحتج إلى نقض وتره (١).

الرد: صلاة النبي الركعتين آخر الليل ففي حديث عائشة «كنَّا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك، ويتوضأ … ».

الخامس: المقصود بالركعتين راتبة الفجر (٢).

الرد: في حديث عائشة «ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح» فذكرت الركعتين بعد الوتر وراتبة الفجر.

السادس: نقلت عائشة صلاة الركعتين عن النبي الركعتين آخر حياته حينما حصل نقص في قيامه عمَّا اعتاده من إحدى عشرة ركعة فصلى هاتين الركعتين لجبر الخلل الحاصل في عدد صلاته (٣).

تنبيه: قال القرطبي: أشكلت هذه الأحاديث - روايات حديث عائشة على كثير من العلماء، حتى إنَّ بعضهم نسبوا حديث عائشة في صلاة الليل إلى الاضطراب، وهذا إنَّما كان يصح لو كان الراوي عنها واحدًا، أو أخبرت عن وقت واحد، والصحيح أنَّ كل ما ذكرته صحيح من فعل النبي في أوقات متعددة وأحوال مختلفة، حسب النشاط والتيسير (٤).

الدليل الثاني: عن أبي أمامة قال: «كان رسول الله يوتر بتسع حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين، وهو جالس فقرأ بـ ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ [الزلزلة: ١] و ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: ١]» (٥).


(١) انظر: فتح الباري لابن رجب (٩/ ١٨٠).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (٢٣/ ٩٦) وكشف الستر عن حكم الصلاة بعد الوتر ص: (٧٤).
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٢٣/ ٩٧).
(٤) المفهم (٢/ ٣٦٧). وانظر: فتح الباري (٣/ ٢٠).
(٥) رواه أحمد (٢١٨١٠) حدثنا حسن بن موسى ومحمد بن نصر - مختصر قيام الليل ص: (١٨٠) - حدثنا شيبان بن أبي شيبة، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٢٩٠) حدثنا سليمان بن شعيب قال: ثنا الخصيب بن ناصح والطبراني في الكبير (٨/ ٢٧٧) حدثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا خالد بن خداش، ح وحدثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ح وحدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، قالوا: ثنا عمارة بن زاذان، والطبراني في الكبير (٨/ ٢٧٧) حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ح وحدثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا داود بن معاذ المصيصي، قالا: ثنا عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٤١) حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: ثنا عبد الوارث وابن عدي في الكامل (٢/ ٤٥٥) أخبرنا ابن أبي سويد ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب والبيهقي (٣/ ٣٣) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضى وأبو صادق محمد بن أحمد الصيدلانى قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أبو قلابة حدثنا عبد الصمد يعنى ابن عبد الوارث حدثنا أبى عن عبد العزيز بن صهيب يرويانه - عبد العزيز بن صهيب وعمارة بن زاذان - عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: فذكره وإسناده يحتمل التحسين.
الحديث مداره على عبد العزيز بن صهيب وعمارة بن زاذان عن أبي غالب، عن أبي أمامة .
وأبو غالب صاحب أبي أمامة اختلف في اسمه وثقه موسى بن هارون والدارقطني في رواية وفي رواية عن الدارقطني قال يعتبر به وقال ابن عدي لم أر في أحاديثه حديثًا منكرًا وأرجو أنَّه لا بأس به وحسن الترمذي بعض أحاديثه وصحح بعضها وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين صالح الحديث وقال أبو حاتم ليس بالقوي وقال النسائي ضعيف وقال ابن سعد كان ضعيفًا وقال ابن حبان منكر الحديث على قلته لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما يوافق الثقات وقال الحافظ ابن حجر صدوق يخطاء.
فتفرد أبو غالب بالحديث عن أبي أمامة لكنَّه موافق للثقات في إثبات الركعتين بعد الوتر وتقدمت روايتهم.
وعبد العزيز بن صهيب ثقة وعمارة بن زاذان البصري توسط فيه الحافظ ابن حجر فقال: صدوق كثير الخطأ وهو متابع لعبد العزيز بن صهيب لكنَّه اضطرب فيه فتارة يجعله عن أبي أمامة وتارة عن أنس .
لكن القراءة بالزلزلة والكافرون لم أقف عليها في رواية صحيحة أو ضعيفة تصلح للاعتبار والروايات الصحيحة عن عائشة وغيرها ليس فيها ذكر السورتين والله أعلم.
تنبيه: في رواية الطحاوي - ورواتها ثقات عدا أبا غالب - من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن عبد الوارث بن سعيد، عن أبي غالب من غير ذكر لعبد العزيز بن صهيب ورواه من هذا الطريق ابن عدي بذكر ابن صهيب موافقًا لرواية الجماعة.
وشيبان بن أبى شيبة هو شيبان بن فروخ وابن أبي داود هو إبراهيم بن سليمان البرلسي. وابن أبي سويد هو محمد بن عثمان الذراع ضعفه تلميذه ابن عدي. وأبو قلابة هو عبد الملك بن محمد الرقاشى.

<<  <   >  >>