للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: أثر معاذ بن جبل .

كان رجل يصلي قريبًا من معاذ بن جبل يجهر بالقراءة ففقده معاذ فقال: «ما فعل الذي يطرد الشيطان، ويوقظ الوسنان؟» (١).

الرابع: أثر عبادة بن الصامت .

عن عبادة بن الصامت ، قال: «من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته، فإنَّ الملائكة تصلي وتسمع لقراءته، وإنَّ مسلمي الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه الذين يكونون في مسكنه يصلون يقبلون بصلاته، ويستمعون لقراءته، فإنَّه يطرد بجهره قراءته عن داره ومن نزلها فساق الشياطين، ومردة الجن … » (٢).

فالسنة الجهر لكل من قام الليل وتحمل أحاديث إسرار النبي أحيانًا وأمره به بعض أصحابه إذا ترتب على الجهر مفسدة كالتشويش على المصلين أو إيقاظ النائم وغير ذلك والله أعلم.

وقال باستحباب الجهر بالقراءة في قيام الليل أبو بكر وعمر وابن مسعود وتميم الداري وروي عن معاذ وعبادة بن الصامت وقال به عكرمة مولى ابن


(١) رواه أبو عبيد في فضائل ص: (١٧٢) حدثنا يزيد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عمن حدثه، أنَّ رجلًا كان يصلي قريبًا من معاذ بن جبل فذكره إسناده ضعيف.
رواته ثقات عدا المبهم.
ورواه ابن أبي شيبة (١/ ٣٦٥) حدثنا أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، قال: (كان رجل إذا قرأ جهر بقراءته، ففقده معاذ ، فقال: «أين الذي كان يوقظ الوسنان؟ ويزجر، أو يطرد، الشيطان» رواته محتج بهم.
أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر صدوق وبقية رواته ثقات لكنَّه منقطع بينته رواية أبي عبيد.
(٢) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير (٢/ ٣٨) حدثناه محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا المقرئ، ح وحدثناه إبراهيم بن محمد قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: حدثنا داود أبو بحر الطفاوي، عن مسلم بن أبي مسلم، عن مورق العجلي، عن عبيد بن عمير الليثي، أنَّه سمع عبادة بن الصامت ، يقول: فذكره إسناده ضعيف جدًا.
ذكر الحديث العقيلي في ترجمة داود الطفاوي فقال: حديثه باطل لا أصل له. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: داود الطفاوي الذي روى عنه المقرئ حديث القرآن، ليس بشيء. وقال العقيلي: هذا حديث باطل.
والحديث تقدم مرفوعًا من حديث معاذ وهو حديث منكر.

<<  <   >  >>