للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«على السُّفَرِ» (١).

وفي حديث أنس في نكاح النبي صفية : «أمر بلالًا بالأَنْطَاع (٢) فبسطت، فألقى عليها التمر والأقط والسمن» (٣).

الخِوَان (٤)

عن ابن عباس قال: بينما رسول الله عند ميمونة، وعنده الفضل بن عباس، وخالد بن الوليد، وامرأة أخرى ، إذ قرب إليهم خوان عليه لحم، فلما أراد النبي أن يأكل، قالت له ميمونة : إنَّه لحم ضب، فكف يده، وقال: «هَذَا لَحْمٌ لَمْ آكُلْهُ قَطُّ»، وقال لهم: «كُلُوا»، فأكل منه الفضل، وخالد بن الوليد، والمرأة، وقالت ميمونة : لا آكل من شيء إلا شيء يأكل منه رسول الله » (٥).

والخوان مرتفع عن الأرض فلا يحتاج الآكل ليحني ظهره أو رقبته لأجل الأكل.

الجمع بين الحديثين: أنس ينفي أكل النبي على الخوان وابن عباس يثبته

فمعظم طعام النبي يوضع على الأرض في السفرة وتلك كانت مائدة النبي وأكله على الخوان قليل فخفي على أنس فكلٌ أخبر بما علم (٦) والله أعلم. ثم انتشر الأكل على الخوان عند التابعين ومن بعدهم فلذا قيل لقتادة: فعلام


(١) رواه البخاري (٥٣٨٦).
(٢) الأنطاع جمع نطع وهو بساط من جلد. انظر: (ص:). راتبة العشاء
(٣) رواه البخاري (٢١٣) ومسلم (١٣٦٥).
(٤) قال العيني عمدة القاري (١٧/ ١٤٠): (على الخوان) بكسر الخاء المعجمة، وهو المشهور، وجاء ضمها. وفيه لغة ثالثة: إخْوان، بكسر الهمزة وسكون الخاء وهو معرب. قال الجواليقي: تكلمت به العرب قديمًا، وقال ابن فارس: إنَّه اسم أعجمي، وعن ثعلب: سمي بذلك لأنَّه يتخون ما عليه، أي: ينتقص. وقال عياض: إنَّه المائدة ما لم يكن عليه طعام ويجمع على أخونة في القلة وخوون بضم أوله في الكثرة والأكل على الخوان من دأب المترفين وصنع الجبابرة. قلت [العيني]: ليس فيما ذكر كله بيان هيئة الخوان، وهو طبق كبير من نحاس تحته كرسي من نحاس ملزوق به، طوله قدر ذراع.
وانظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين (٢/ ٣٦٥) ومختار الصحاح (ص: ٩٨) وتاج العروس (٣٤/ ٥٠١).
(٥) رواه مسلم (١٩٤٨).
(٦) انظر: شرح البخاري لابن بطال (٩/ ٤٦٩) وزاد المعاد (١/ ١٤٢).

<<  <   >  >>