للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره

عن أبي هريرة أنَّ رسول الله قال: «إِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِه» (١).

٦: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار

عن عائشة أنَّ النبي إذا تَضَوَّرَ (٢) من الليل قال: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ» (٣).


(١) رواه النسائي في الكبرى (١٠٧٠٢) أخبرني زكريا بن يحيى والترمذي (٣٤٠١) قالا حدثنا ابن أبي عمر وابن السني في عمل اليوم والليلة (٩) حدثني محمد بن عبد الله بن حفص التستري، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أنَّ رسول الله قال: فذكره وإسناده ضعيف.
محمد بن عجلان المدني القرشي ثقة قال أحمد كان ثقة إنَّما اضطرب عليه حديث المقبري كان عن رجل جعل يُصَيره عن أبي هريرة وقال يحيى القطان كان سعيد المقبري يحدث عن أبي هريرة وعن أبيه عن أبي هريرة وعن رجل عن أبي هريرة فاختلطت عليه فجعلها كلها عن أبي هريرة .
وقال ابن حبان في الثقات سمع سعيد المقبري من أبي هريرة وسمع عن أبيه عن أبي هريرة فلما اختلط علي ابن عجلان صحيفته ولم يميز بينهما اختلط فيها وجعلها كلها عن أبي هريرة وليس هذا مما يوهن الإنسان به لأنَّ الصحيفة كلها في نفسها صحيحة فما قال ابن عجلان عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة فذاك مما حمل عنه قديمًا قبل اختلاط صحيفته عليه وما قال عن سعيد عن أبي هريرة [قال أبو عبد الرحمن وهذا الحديث منه] فبعضها متصل صحيح وبعضها منقطع لأنَّه أسقط أباه منها فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إلا بما يروي الثقات المتقنون عنه عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة وإنَّما كان يهون أمره ويضعف لو قال في الكل سعيد عن أبي هريرة فإنَّه لو قال ذلك لكان كاذبًا في البعض لأنَّ الكل لم يسمعه سعيد عن أبي هريرة فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطًا على حسب ما ذكرناه.
والحديث حسنه الترمذي على قاعدته في تحسين الضعيف وصحح إسناده النووي في الأذكار (٤٠) وحسن الحديث الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ١٠٩) وتعقب النووي في تصحيح إسناده.
(٢) انظر: (ص: ٦١٠).
(٣) الحديث رواه أبو زرعة الرازي - علل ابن أبي حاتم (١٩٨٧) - وعمرو بن أبي الطاهر بن السرح، وأحمد بن رشدين عند الطبراني في الدعاء (٧٦٤) وإسحاق بن إبراهيم الأذرعي عند تمام في فوائده (١٧٣٤) وأحمد بن سيار عند ابن نصر في مختصر قيام الليل ص: (٩٤) وابن حبان (٥٥٣٠) وعمر بن عبد العزيز عند النسائي في الكبرى (٧٦٨٨) وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة عند النسائي في الكبرى (١٠٧٠٠) وأبو الأحوص عند ابن السني (٧٥٧) ومحمد بن سعيد العبدي عند الحاكم (١/ ٥٤٠) يروونه عن يوسف بن عدي، ثنا عثام بن علي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: فذكره ورواته ثقات.
يوسف بن عدي من رجال البخاري ووثقه أبو زرعة وغيره لكن أبو حاتم وأبو زرعة يريان أنَّه أخطأ في رفع الحديث وإنَّما هو مقطوع من كلام عروة بن الزبير قال ابن أبي حاتم سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه يوسف بن عدي، … قالا: هذا خطأ؛ إنَّما هو: هشام بن عروة، عن أبيه؛ أنَّه كان يقول نفسه؛ هكذا رواه جرير. وقال أبو زرعة: حدثنا يوسف بن عدي بهذا الحديث؛ وهو حديث منكر. وذكر الحديث الشيخ مقبل الوادعي في أحاديث معلة ظاهرها الصحة (٤٩٤). ورواية جرير بن حميد المقطوعة لم أقف عليها.

<<  <   >  >>