(٢) قال أحمد أكره أن يقول جعلني الله فداك، ولا بأس أن يقول فداك أبي وأمي. انظر: الآداب الشرعية (١/ ٤١٦) وغذاء الألباب (١/ ٢٩٧). (٣) الحديث روي من مرسل: ١: الحسن البصري. ٢: محمد بن المنكدر. أولًا: مرسل الحسن البصري رواه: ١: ابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (١٨٢) حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن سوار بن عبد الله، عن الحسن، أنَّ الزبير ﵁، دخل على النبي ﷺ فذكره أو كما قال: مرسل رواته محتج بهم. سوار بن عبد الله بن قدامة التميمي ذكره ابن حبان في ثقاته وقال العجلي في ثقاته ثبت في الحديث وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر في جرحًا ولا تعديلًا وقال الثوري ليس بشيء وقال ابن عدي أرجو أنَّه لا بأس به. وبقية رواته ثقات. ويعقوب بن إبراهيم هو الدورقي وابن علية هو إسماعيل بن إبراهيم. ٢: ابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (١٨٠) حدثني يحيى بن داود الواسطي قال: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني مبارك، عن الحسن، قال: «دخل الزبير ﵁ على النبي ﷺ وهو شاكٍ، فقال: كيف تجدك، جعلني الله فداك؟ فقال له: «أَمَا تَرَكْتَ أَعْرَابِيَّتَكَ بَعْدُ؟». قال الحسن: «لا ينبغي أن يفدي أحد أحدًا» مرسل إسناده ضعيف. مبارك بن فضالة مدلس، قال أبو زرعة: يدلس كثيرًا، فإذا قال حدثنا فهو ثقة، وقال أبو داود: إذا قال حدثنا فهو ثبت وكان يدلس، وقال مرة: كان شديد التدليس. وبقية رواته ثقات. وفي هذه الرواية تفرد مبارك بن فضالة بزيادة قول الحسن: «لا ينبغي أن يفدي أحد أحدًا» وأبو أسامة هو حماد بن أبي أسامة. ورواه البيهقي في شعب الإيمان (٦/ ٤٥٩) بإسناده عن مبارك بن فضالة وقال: هذا منقطع. ٣: ابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (١٨١) حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا هارون بن المغيرة، عن إسماعيل، عن الحسن، قال: قال الزبير بن العوام ﵁: كيف أصبحت يا نبي الله، جعلني الله فداك؟ قال: فقال النبي ﷺ: «أَمَا تَرَكْتَ أَعْرَابِيَّتَكَ بَعْدُ، يَا زُبَيْرُ»؟ مرسل إسناده ضعيف. محمد بن حميد الرازي وثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى وضعفه أحمد والنسائي والجوزجاني، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المقلوبات، وقال ابن وارة: كذاب ولم يتفرد به. وإسماعيل بن مسلم المكي ضعفه شديد قال الإمام أحمد: منكر الحديث. لكن توبع. ثانيًا: مرسل محمد بن المنكدر: رواه ابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (١٨٣)، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن منكدر، عن أبيه، قال: دخل الزبير ﵁ على رسول الله ﷺ فقال: كيف أصبحت، جعلني الله فداك؟ فقال: «أَمَا تَرَكْتَ أَعْرَابِيَّتَكَ»؟ مرسل إسناده ضعيف. المنكدر بن محمد بن المنكدر ضعفه شديد ترجم له ابن حبان في المجروحين فقال: كان من خيار عباد الله ممن اشتغل بالتقشف وقطعته العبادة عن مراعاة الحفظ والتعاهد في الإتقان فكان يأتي بالشيء الذي لا أصل له عن أبيه توهمًا فلما ظهر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره. وبقية رواته ثقات. ومحمد بن المنكدر من الطبقة الوسطى من التابعين فروايته عن صغار الصحابة ﵃. فالذي يظهر لي أنَّ الحديث في أحسن أحواله شاذ إن لم يكن منكرًا. قال ابن جرير هذه أخبار واهية الأسانيد، لا تثبت بمثلها في الدين حجة، وذلك أنَّ مراسيل الحسن أكثرها صحف غير سماع، وأنَّه إذا وصلت الأخبار فأكثر روايته عن مجاهيل لا يعرفون. ومن كان كذلك فيما يروي من الأخبار، فإنَّ الواجب عندنا أن نتثبت في مراسيله، وأنَّ المنكدر بن محمد عند أهل النقل ممن لا يعتمد على نقله. وقال القاضي عياض في إكمال المعلم (٦/ ٢٠٤): رويت فى ذلك آثار ولم تثبت. وضعف الحديث ابن الملقن في التوضيح (١٧/ ٦٢٧).