وقوله:{إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} وصرح بعضهم بأنّه ليس من القيام على الرجل.
وقال الراغب: قام يقوم قيامًا فهو قائم ثابتًا على طلبه، ومنها بمعنى العزم {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} أي أردتم، ومنها الدوام {تُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} أي تديمون فعلها، قال: والقيام والقوام اسم لما يثبت به الشيء كالعماد كما يعمد، ويقال: قام وركد، وثبت بمعنى، وقام مقام فلان ناب عنه، ويتخلص من كلامه أن القائم يطلق على الحافظ للشيء وعلى الملازم وعلى المديم له وعلى الثابت عن غيره، وكل من ذلك، لا يتقيد بمعنى الوقوف الذي هو ضد القعود.
وقال ابن الأثير في حديث حكيم بن حزام: بايعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، يقال: قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به.
ثمّ قال: قوله: أو سنة قائمة، القائمة الدائمة المستمرة، وكذا حديث:"لو لم تكسلون لقام لكم" أي لدام لكم، وهذا تكثر شواهده وبعض ما استشهدت به في ما تقدّم يكفي في الرد على من أنكره وبالله التوفيق.