التلويح يغنى عن التصريح، فيحصل به المطابقة على الوجه الذي ذكرناه. ثمّ قال هذا القائل -ابن حجر- يحتمل أن يكون غرض البخاريّ بالترجمة أن يبين أنّهن لا يقاتلن وإن خرجن في الغزو، فالتقدير بقوله وقتالهن مع الرجال أي هل هو سائغ أو إذا خرجن مع الرجال في الغزو ويقتصرن على ما ذكر من مداواة الجرحى ونحو ذلك انتهى (الفتح ٦/ ٧٨). قلت: لم يكن غرض البخاريّ هذا الاحتمال البعيد أصلًا، ولا هذا التقدير الذي قدره, لأنّه خلاف ما يقتضيه التركيب، فكيف يقول: هل هو سائغ، بل هو واجب عليها الدفع إذا دنا منها العدو كما في حديث أم سليم فافهم. (٥٣٠) فتح الباري (٦/ ٨٣) وما بين المعكوفين من الفتح والعمدة.