ذكر فيه حديث ابن عمر، فلما توفي عبد الله بن أبي ... الحديث، وفيه:"إنَّماَ خَيَّرنِي الله [فقال]{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} ... " إلى قوله: {فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ} فقال: " سَأَزيِدَ عَلى سَبْعِينَ".
قال (ح): استشكل فهم التخيير من الآية جماعة من الكبار، فذكرهم إلى أن قال: والجواب أنّهم ظنوا أن نعت الآية وهو قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ...} الخ نزل مع قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ} ويحتمل أَن يكون تراخي نزول بقية هذه الآية عن صدرها فلا يبقى في التخيير إشكال (٨٧٦)
قال (ع): قد ذكر الزمخشري ما يرفع الإشكال، وملخصه أنّه مثل قول إبراهيم -عليه السّلام-: {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وذلك أنّه حيل بما قال إظهار الغاية رحمته ورأفته على من بعث إليه.
وقد رده عليه من لا يدانيه ويجاريه في هذا الباب فقال: لا يجوز نسبة ما قاله إلى نبيّنا - صلّى الله عليه وسلم -؛ لأنّ الله تعالى أخبره أنّه لا يغفر للكفار وإذا كان كذلك فطلب المغفرة لهم مستحيل لا يقع من النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، فإن قيل