للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللغوية ولذا عرف المعتزلة بحذق اللغة والتبحر فيها وكتبهم شاهد على ذلك.

وقد استغلوا سعة مدلولات اللغة والمسرح الواسع للبيان للعبث ببعض النصوص الشرعية للي عنقها كي توافق أهواءهم، وخاصة خوضهم في المتشابهات التي أمسك السلف عن الخوض فيها. (١)

إلا أن اللغة تعتبر سدًا منيعًا يحول دون تأويلات فرق أخرى كالشيعة والصوفية ونحوهما، ممن خرج عن جميع المدلولات التي تحتملها الآيات ببواطن أملتها عليهم ضلالاتهم.

كما أنها تدفع في نحر من حمل الآيات مالاتحتمله من دلالة على المكتشفات العلمية والنظريات الحديثة.

والوسط في الأمر هو حمل الكلمات على ظاهر مدلولاتها إلا بصارف دل عليه الدليل الشرعي والاعتماد في ذلك على أهل اللسان من سلف الأمة.

وقد تنازعت مدرسة التفسير في المنطقة في أحدث عصورها قضية المجاز في القرآن ففي حين اعتمد عليه الطاهر ابن عاشور في كتابه اعتمادًا أساسيًا وتذرع به كثيرًا نجد الأمين الشنقيطي يؤلف كتابه نفي جواز المجاز في المنزل للإعجاز.

ويلاحظ أنه ربما غلب على المفسر الاهتمام بالنحو والإعراب مثل مكي بن أبي طالب وأبي حيان.

وربما غلب عليه الاهتمام بالناحية البيانية مثل الطاهر ابن عاشور.

وصنف بعضهم في مفردات القرآن ومنهم محمد بن كي الموريتاني من علماء القرن الرابع عشر له قاموس أوضح التبيان في تفسير ألفاظ القرآن.

ويظهر في المنطقة مبكرا علم الأشباه والنظائر فتقدم لنا ثاني الكتب المصنفة في ذلك العلم في تاريخ الإسلام وهو كتاب التصاريف ليحيى بن محمد بن يحيى بن سلام ت ٢٨٠ هـ، وقد نسبه البعض لجده يحيى بن سلام ت ٢٠٠ هـ.

كما يظهر في المنطقة من المفسرين من صنف في غريب القرآن نظما


(١) انظر التفسير ورجاله ص: ٤٢ - ٤٣، التفسير واتجاهاته ص: ٢٠ - ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>