للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل واحد منهم في زمانه هو العروة الوثقى التي لا انفصام لها، كالسلسلة، كل عروة منها متصلة بالأخرى فمن تمسك بأدناها فقد تمسك بها كلها وبعضها مع بعض وذلك قول الله عزّ وجلّ: {محمد رسول الله والذين معه} (١)

وذكر في تأويل قوله تعالى {فصلّ لربك وانحر} (٢) أن معناها:

أقم الدعوة لله باطنا، وهي باطن الصلاة وأقمها في الظاهر ولا الظاهر دون الباطن {وانحر} أي خذ عهد الأساسية على أساسك ونصبه للبيان تتصل ذريتك الباطنة ويكثر المستجيبين لدعوتك وينبتر أمر شانئك وقائل ذلك فيك. فكان كما وعد الله جل ذكره، والنحر إنما يكون للجمال وهي أمثال الأئمة، والذبح للغنم وهي أمثال المؤمنين، والبقر أمثال الحجج، فضرب مثل أساس إبراهيم بالكبش وأساس موسى بالبقر وأساس محمد بالبعير وذلك الذي ذكره من قول إبراهيم لأساسه إسماعيل. (٣)

وقال في قوله تعالى {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} (٤) أي الأئمة السبعة (٥)، أئمة الإسماعيلية.

وقال في تأويل قوله تعالى {فإن مع العسر يسرا} (٦) مع التنزيل الظاهر بيان باطني يوضحه وييسره لمن عسر عليه أمره بالبيان الذي هو التأويل (٧).

وقال في تأويل قوله تعالى {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصدّيقون والشهداء عند ربهم} (٨) فالشهداء الأئمة والصدّيقون هم أيضا.

ومن ذلك قول الله عز وجل {وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون} (٩) وقوله تعالى {أيها الصديق} (١٠)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " (١١) يعني الإمام (١٢)


(١) الفتح: ٢٩.
(٢) الكوثر: ٢.
(٣) أساس التأويل ص: ٣٤٧.
(٤) الحجر: ٨٧.
(٥) أساس التأويل ص: ٢٦٨.
(٦) الشرح: ٥.
(٧) أساس التأويل ص: ٤٣٨.
(٨) الحديد: ١٩.
(٩) الزمر: ٦٩.
(١٠) يوسف: ٤٦.
(١١) أخرجه الترمذي - كتاب التفسير - باب ومن سورة الحجر ٥/ ٢٩٨ وقال الترمذي: حديث غريب. وقال الألباني: ضعيف (ضعيف الجامع رقم ١٢٧) وانظر أيضا الموضوعات ١/ ٧٤.
(١٢) أساس التأويل ص: ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>