طريقه. وهو على دراية تامة بمحتويات الكتاب، والفرق بينه وبين بدائع الفوائد، كما يظهر ذلك من وصفه للكتاب. ولهذا فنحن مطمئنون إلى صحة نسبته لابن القيم.
وإذا نظرنا في الكتاب وجدنا فيه أمورًا أخرى تؤكِّد صحة نسبته إليه (١)، فالمؤلف يذكر في أثنائه ثلاثةً من مؤلفاته:"اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية"(ص ٤)، و"المعالم"(ص ١٠) والمقصود به "أعلام الموقعين عن رب العالمين"، و"كتابنا الكبير في القضاء والقدر"(ص ٣٦) ويقصد به "شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل".
ثم إنه يذكر شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع عديدة منه بقوله:"شيخنا"(ص ١٢، ١٣٦، ١٥٣)، وينقل عنه نصوصًا من كلامه، وهي معروفة له في كتبه التي وصلت إلينا، وقد أشرنا إليها في الهوامش.
وقد سبق أن هناك اتفاقًا بين هذا الكتاب و"بدائع الفوائد" في النقل عن "المدهش" لابن الجوزي، وهذا أيضًا من القرائن على كون مؤلفهما واحدًا.
ونجد في أثناء الكتاب تصريحًا باسم ابن القيم في مواضع مختلفة (ص ٤، ١٣٦، ١٥٢)، وهذا إما أن يكون من المؤلف نفسه كما يفعل ذلك كثير من المؤلفين، وإما أن يكون من تلاميذه والناسخين لكتابه أو من ابن عروة الذي أدرج هذا الكتاب ضمن "الكواكب". وهذه إحدى القرائن القوية لنسبته إلى ابن القيم.
(١) ذكر العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد بعض وجوه التوثيق في كتابه "ابن القيم الجوزية: حياته وآثاره" (ص ٢٨٤).