للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• نورُ العقل يُضيء في ليل الهوى، فتلُوحُ جادَّةُ الصواب، فيتلمَّحُ البصيرُ في ذلك النور عواقبَ الأمور.

• اخرُجْ بالعزم من هذا الفِنَاء الضَّيِّق المحشُوِّ بالآفات إلى ذلك الفِنَاء الرَّحبِ الذي فيه ما لا عينٌ رأتْ؛ فهناك لا يتعذَّرُ مطلوبٌ ولا يُفْقَدُ محبوبٌ.

• يا بائعًا نفسَه بهوى من حُبُّه ضَنًى ووصلُه أذًى وحُسنُهُ إلى فناء! لقد بعتَ أنفَسَ الأشياء بثمن بخس!! كأنَّك لم تعرِفْ قدرَ السلعة ولا خِسَّةَ الثمن!! حتى إذا قدمتَ يومَ التغابُن؛ تبَيَّنَ لك الغَبْنُ في عقد التبايُع. لا إِله إلا الله سلعةٌ، الله مشتريها، وثمنُها الجنةُ، والدَّلَّالُ الرسولُ؛ تَرضى ببيعها بجزءٍ يسيرٍ مما لا يُساوي كلُّه جَناح بَعوضة (١)؟!

إذا كان شيءٌ لا يُساوي جميعُهُ … جَناحَ بعوضٍ عند من صِرتَ عبدَهُ

ويملك جُزءٌ منهُ كُلَّكَ ما الَّذي … يكون على ذا الحال قدرُكَ عندَهُ

وبِعتَ به نفسًا قد استامها بما … لديه من الحُسْنى و [قد] زال وُدُّهُ (٢)

• يا مُخنَّثَ العزم! أين أنت؛ والطريقُ طريقٌ تعبَ فيه آدمُ، وناحَ لأجلِهِ نوحٌ، ورُمِيَ في النار الخليلُ، وأُضْجِعَ للذبح إسماعيلُ، وبِيع يوسفُ بثمنٍ بَخْس ولَبِث في السجن بضعَ سنين، ونُشِرَ بالمنشار زكرِيَّا، وذُبح السيدُ الحصورُ يحيى، وقاسَى الضُّرَّ أيوبُ، وزاد على المقدار


(١) أي الدنيا، كما وُصفت في الحديث الذي أخرجه الترمذي (٢٤٢٢) عن سهل بن سعد مرفوعًا: "لو كانت الدنيا تعدِل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء".
(٢) لم أجد الأبيات في المصادر التي رجعت إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>