للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخيراً قالوا - والقائل أبو العتاهية -:

إذا المالُ لم يُوجِبْ عليكَ عطاَءه ... صنيعةُ تقوى أو خليلٌ تُخالِفُهْ

منَعْتَ وبعضُ المَنْعِ حزمٌ وقوّةٌ ... ولم يبْتَذِلْكَ المالَ إلا حقائِقُهْ

وقال الحسن والحسين رضوان الله عليهما لعبد الله بن جعفر: إنك قد أسرفت في بذل المال! قال: بأبي أنتما، إن الله عوّدني أن يفضِّل عليَّ، وعوّدته أن أفضِّلَ على عباده، فأخاف أن أقطع العادة، فيقطع عنِّي. . .

ومرّ يزيدُ بن المُهلّب بأعرابيّةٍ، في خروجه من سجن عمرَ بنِ عبد العزيز، يريد البصرة، فقَرَتْه عنزاً فقَبِلها، وقال لابنه معاوية: ما معك من النفقة؟ فقال: ثمانمائة دينار، قال فادفعها إليها، فقال له ابنه: إنك تريد الرجالَ، ولا يكون الرجالُ إلا بالمال، وهذه يرضيها اليسير، وهي بعدُ لا تعرفك، فقال له: إن كانت ترضى باليسير فأنا لا أرضى إلا بالكثير، وإن كانت لا تعرفني، فأنا أعرف نفسي، ادْفَعْها إليها. . .

وأورد المبرّد في الكامل ما يأتي: وأشرف عُمرُ بن هبيرة الفَزاري - والي العراقين ليزيد بن عبد الملك - من قصره بالكوفة يوماً، فإذا هو بأعرابيٍّ