للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في آفاق السماء، وأحسبها مشبهة بقواعد البيت وهي حيطانه، والواحد منها:

قاعدة (١). قال ذلك في بيانه لغريب قوله صلّى الله عليه وسلّم حين سأل عن سحائب مرت فقال:

«كيف ترون قواعدها وبواسقها» (٢). وقال ابن الأثير (٣): أراد بالقواعد ما اعترض منها وسفل تشبيها بقواعد البناء (٤). اهـ‍.

ويقال للفسيلة إذا صار لها جذع: قد قعدت، وفي أرض فلان من القاعدة كذا وكذا أصلا] (٥). وهذه أمور حسية، واستعملت أيضا في الأمور المعنوية ومن ذلك قواعد العلم.

القاعدة اصطلاحا: عرفت بتعاريف كثيرة.

فقيل هي: الأمر الكلي الذي ينطبق على جزئيات كثيرة تفهم أحكامها منه (٦).

فقيل أمر كلي: ولم يقل أغلبي؛ لأن شأن القواعد أن تكون كلية (٧). وإن الفرع أو الفروع المخرجة منها ليست داخلة فيها، إذ هي كلية بالنسبة إلى غير تلك الفروع المخرجة منها، فالدليل الذي أخرج هذا الفرع أو الفروع منها، خصصها بما وراءه من فروع (٨).


(١) غريب الحديث لأبي عبيد (٣/ ١٠٤).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عند قوله: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) [الشعراء: ١٩٥] (٩/ ٢٨١٨) وانظر تفسير ابن كثير (٦/ ١٧٢).
(٣) هو: المبارك بن محمد الجزري مجد الدين أبو السعادات، صاحب جامع الأصول، والنهاية في غريب الحديث، وألف كتابا في التفسير سماه «الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف» توفي سنة ست وستمائه. انظر سير أعلام النبلاء (٢١/ ٤٨٨).
(٤) النهاية في غريب الحديث (٤/ ٧٨).
(٥) لسان العرب (٣/ ٣٦١) وانظر تهذيب اللغة (١/ ٢٠٢) ومعجم مقاييس اللغة (٥/ ١٠٩) مادة «قعد».
(٦) شرح الكوكب المنير (١/ ٣٠).
(٧) ذكر هذا المعنى، الفتوحي في شرح الكوكب المنير (١/ ٤٥).
(٨) انظر كتاب القواعد لأبي بكر عبد المؤمن المعروف بالحصني (١/ ١٠) تحقيق عبد الرحمن الشعلان.
رسالة ماجستير كلية الشريعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>