للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصحح هذا القول القاضي عياض (١)، وأبو بكر بن العربي (٢)، والقرطبي (٣)، وأبو حيان (٤)، وابن كثير (٥)، وابن حجر (٦)، والشنقيطي وغيرهم - عليهم رحمة الله جميعا -.

قال الشنقيطي في تفسيرالآية: فإنه هنا أبهم هذا الذي أخفاه صلّى الله عليه وسلّم في نفسه وأبداه الله، ولكنه أشار إلى أن المراد به زواجه زينب بنت جحش حيث أوحى إليه ذلك وهي في ذلك الوقت تحت زيد بن حارثة؛ لأن زواجه إياها هو الذي أبداه الله بقوله:

{فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها} وهذا هو التحقيق في معنى الآية الذي دل عليه القرآن وهو اللائق بجنابه صلّى الله عليه وسلّم وبه تعلم أن ما يقوله كثير من المفسرين من أن ما أخفاه في نفسه وأبداه الله، وقوع زينب في قلبه ومحبته لها وهي تحت زيد وأنها سمعته قال: «سبحان مقلب القلوب» إلى آخر القصة فإنه كله لا صحة له، والدليل


(١) انظر الشفا (٢/ ٨٧٩ - ٨٨٢) ونسب هذا القول إلى الزهري.
والقاضي عياض هو: الإمام الحافظ‍ شيخ الإسلام أبو الفضل عياض بن موسى بن عياش اليحصبي الأندلسي استبحر من العلوم، وجمع وألف، وسارت بتصانيفه الركبان، واشتهر اسمه في الآفاق، توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة. سير أعلام النبلاء (٢٠/ ٢١٢).
(٢) انظر أحكام القرآن (٣/ ٥٧٧) وأبو بكر بن العربي هو: محمد بن عبد الله بن محمد الأندلسي، الإمام الحافظ‍، صاحب التصانيف، ألف «أنوار الفجر في التفسير» ثمانين ألف ورقة، في عشرين سنة، كان موجودا في خزانة ملك مراكش في منتصف القرن الثامن. توفي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
سير أعلام النبلاء (٢٠/ ١٩٧) وطبقات المفسرين (٢/ ١٦٧).
(٣) انظر الجامع لأحكام القرآن (١٤/ ١٩٠).
(٤) انظر البحر المحيط‍ (٨/ ٤٨٢).
(٥) انظر تفسير القرآن العظيم (٦/ ٤٢٠).
(٦) انظر فتح الباري (٨/ ٣٨٤) وابن حجر هو: شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث، حافظ‍ الإسلام في عصره، أحمد بن علي بن محمد العسقلاني الشهير بابن حجر، صاحب التصانيف المنيفة قال السخاوي. انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر، توفي سنة اثنتين وخمسين وثمان مائة. الضوء اللامع (٢/ ٣٦)، وشذرات الذهب (٧/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>