للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشعراء وغيرها، فمجادلة إبراهيم لأبيه وقومه هي التي جاءت في القرآن، ولم يرد حرف واحد في القرآن أنه كان مشركا في زمن ما.

والقرآن أيضا يدل على بطلان القول الأول، الذي جعل إبراهيم مشركا بالله في فترة من الزمن وقت نظره سواء قبل أن يوحى إليه أو في صغره، وقد نفى الله - تعالى - عن إبراهيم الشرك، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١٢٠) [النحل: ١٢٠] وقوله: {ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١٢٣) [النحل: ١٢٣] وقوله.

{قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ‍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً} {مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١٦١) [الأنعام: ١٦١]، ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي، فثبت أنه لم يتقدم عليه شرك يوما ما (١)، فكيف يصح أن يكون ناظرا وهو الذي زكّاه الله بكمال توحيده، ونفي الشرك عنه. مما يدل على بطلان القول الأول، وصحة القول الثاني حسب ما قررت هذه القاعدة، وهذا ما صححه أئمة التفسير ورجحوه، كالزجاج (٢)، والنحاس (٣)، وابن عطية (٤)، وابن الجوزي (٥)، والرازي (٦)، وابن تيمية (٧)، وأبي حيان (٨)، وابن جزيّ (٩)، وابن كثير (١٠)، والألوسي (١١) والقاسمي (١٢)


(١) أضواء البيان (٢/ ٢٠١).
(٢) معاني القرآن وإعرابه (٢/ ٢٦٦ - ٢٦٨).
(٣) معاني القرآن (٢/ ٤٥٠ - ٤٥١).
(٤) المحرر الوجيز (٦/ ٩١).
(٥) زاد المسير (٣/ ٧٤).
(٦) مفاتيح الغيب (١٣/ ٥٠ - ٥٢).
(٧) مجموع الفتاوى (٦/ ٢٥٤).
(٨) البحر المحيط‍ (٤/ ٥٦٥).
(٩) التسهيل (٢/ ١٤).
(١٠) تفسير القرآن العظيم (٣/ ٢٨٦).
(١١) روح المعاني (٧/ ١٩٩).
(١٢) محاسن التأويل (٦/ ٢٣٧٦) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>